رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يحتاج إلى مليون سيسي !


يتسابق كل أصحاب الرأي، الذي يعرف والذي لايعرف في الحديث عن عام من عمر حكم السيسي، السؤال الذي طاردني: هل مصر تسير فى الطريق السليم ؟ وهل نحن جادون فعلا بجعل مصر قائدة ورائدة بحق وحقيق؟ هل ترسخ في قلوبنا وضمائرنا أن مصر تستحق أن تكون في مصاف الكبار؟


لا أتصور أن الإجابة صعبة، بل في غاية السهولة،لا وألف لا، لقد جاد الزمن برجل عاشق لتراب مصر، صبور صبر أيوب، يعمل ليل نهار، يجتهد كل يوم ولكن لابد أن نعترف أن أدواته متواضعة للغاية، كان الإعلام من أهم وأبرز أدوات ثورة 23يوليو، بالرغم أن الإعلام في زمن يوليو كان إذاعة وصحفا فقط، وبالرغم من هذا وصلوا للفلاح في حقله، والعامل في مصنعه؛ لشحذ الهمم والارتقاء بالانتماء، أما أسوأ أدوات السيسي، هي الإعلام، فما يحدث في الإعلام بكل صوره يهدم ولا يبني، لا يبث قيما تحث على العمل والبناء والأهم الانتماء، الإعلام يزرع الفرقة لا يجمع على هدف واحد، على قلب رجل واحد، والأمر الأغرب أن كل من قدم برنامجا يرى في نفسه وصيا على المجتمع، بل إنه العالم بكل بواطن الأمور، وأيضا كل من أمسك قلما ارتدى ثوب الحكيم، وأنه أحمد بهاء الدين أو هيكل، فمايقدمه الإعلام الآن يذكرني بقصة الدبة التي قتلت صاحبها بحجر، عندما شاهدت ذبابة على وجهه، وهو نائم، فقذفتها بحجر؛ فقتلت صاحبها اعتقادا منها أنها تحبه، وأنها تنقذه من مشاغبات الذبابة.

فكرت منذ أيام تفكيرا افتراضيا، ماذا لو أخذ الإعلام إجازة لعام كامل سواء اختياريا أو قصرا ؟ فكتبت على صفحتي الخاصة في فيس بوك: اقتراح ماذا لو أخذ الإعلام إجازة لمدة عام؟!

الغريب أننى فوجئت بتأييد غير عادي الأصدقاء، ومن القراء مرحبين بأن يحصل الإعلام على إجازة؛ لتكون بداية الانطلاقة للامامـ، وسأختار بعض التعليقات من الأصدقاء، قال الأستاذ أسامة البنا: "فكرة هايلة"، وقال الصديق إسماعيل جمهور: "رأي جدير بكل التقدير والإعجاب والتطبيق وعلى وجه السرعة!"، وقال الفنان خالد عمار: "حتى نترحم شوية من الهبل والصداع!"، وقالت فنانة الكاريكاتير سميرة:" يااااريت..!"، أما الكاتب الصحفي بالأهرام خالد عميرة فقال: "هو فين أساسا الإعلام..!"، أما الصوت الوحيد المعترض كان من الأستاذة إيمان موسى كبيرة مذيعات بالإذاعة المصرية فقالت: "نقعد في بيوتنا..!"

والإعلام من أدوات أي ثورة أيضا من تقدمهم للشعب وللجماهير المتشوقة لتغيير حقيقي، ثورة يوليو قدمت أبوالصناعة المصرية د.عزيز صدقي، وقدمت د.عبدالمنعم القيسوني أحد أبرز خبراء الاقتصاد في تاريخ مصر، د.مصطفى خليل، وزير السد العالي صدقي سليمان، أبوالثقافة ثروت عكاشة....إلخ من وجوه، جعلت الشارع المصري في ثقة في قيادته، وفى مستقبل أفضل، أما الآن فلم تقدم ثورتي يناير ويونيو إلا عددا من الموظفين الفاشلين أوالمنافقين الآكلين على موائد كل الأنظمة، من مبارك إلى المجلس العسكري وصولا إلى السيسي.

ومن المؤكد أن أهم إيجابية في سنة أولى رئاسة للسيسي، هو إحساس المواطن بالأمن على الرغم من كافة المنغصات التي تحاول جماعات الارهارب، بقيادة الإخوان المجرمين بثها ، إلا أن المواطن يثق في القيادة السياسية وليس فريق الموظفين من الوزراء، ومن المؤكد أن الشكوى من رغيف الخبز انتهت، حتى الوقود تقريبا الطوابير أصبحت نادرة، كما أن المؤتمر الاقتصادي، وقناة السويس أشياء تبعث عن التفاؤل.
كما سبق أن قلت: مطلوب سيسي في كل مواطن، في كل مسئول، في كل صاحب ضمير من أجل بلدنا الحبيبة..وتحيا مصر!!
الجريدة الرسمية