الوزراء والجهل السياسي
في 30 يونيو وبعد انكسار شوكة الإخوان بالثورة الشعبية التي اهتزت بسببها عروش ما زالت حتى الآن تترنح، قلت لمن حولى: الموقف ليس سهلا ولا الطريق ممهد لقيام الدولة بدورها كما يحلم الشعب.
المشكلة الحقيقية التي تعانيها الدولة منذ 25 يناير أنها كشفت أننا نعيش في وهم أن مصر مليئة بالكفاءات، هذا الأمر ليس صحيحا بالتجربة في جميع المجالات، والأبرز هنا في الحكومات التي يتم تشكيلها كل فترة بدءا من حكومات عصام شرف والجنزورى ثم هشام قنديل وصولا إلى إبراهيم محلب، تتغير الأسماء والأداء لم يصل إلى درجة مقبول في الأغلبية الساحقة من الوزراء الذين يأتون للتجربة والتعلم في شعبنا المسكين، بالصدفة التقيت صديقا قريبا من الناس الكبار، وسألته عن الأخبار والدنيا ماشية إلى أين؟
قال صديقى والله لو أن الأوراق التي تخرج من وإلى أي كل وزير يأتى جديد لمعرفة أحوال الوزارة تم توجيهه للعمل بدلا من ضياع الوقت لتغيرت أمور كثيرة في شكل وأداء الحكومات، ولكن هذا الأمر لا يدركه المسئولون لأنهم لا يملكون أي قدرات إدارية وفى النهاية لا شىء يتم على أرض الواقع.
هذه حالة متكررة وليست حالة فردية في وزارة دون الأخرى، بل هناك وزراء يملكون من الجهل السياسي وانعدام الرؤية مما يجعلهم سخرية للجميع، فمثلا السيد وزير التربية والتعليم أتمنى أن يعود إلى تصريحاته الأولى وأنه وأنه وانه.. إلخ وماذا يفعل اليوم باستثناء الأحاديث الصحفية، هل يعقل أن يقف وزير ليقول أنا مش إخوانى وأمن الدولة قام بتحريات عنى كتير؟!!
وبمناسبة التصريحات، فقد صرح السيد وزير الشباب بأن مصر ليس بها " بطالة " وأن الشباب المصرى لا يريد ولا يحب العمل، واستشهد الوزير بأن مصانع الملابس الجاهزة استعانت بعمالة من الخارج..!
أولا: لست من الذين يرون أن من وظيفة وزير الشباب تشغيل الشباب..!
ثانيا: وزير الشباب دائما يفتى في أي شىء، في القريب كان يتحدث عن قناة السويس، وعن الأمن، وعن أي شىء ليس مسئوليته، وإنما مسئوليته الحقيقية وهى التنمية الحقيقية للشباب، بدنيا وثقافيا وانتماء إلى تراب مصر، هذا الدور ليس في ترتيباته، الوزير لديه أكثر من ألفين من مراكز الشباب، لا يعمل منها خمسون مركزا..! واللافت أنه قام بتطوير مركز شباب الجزيرة الموجود في قلب العاصمة بينما الأولى مراكز شباب الأقاليم والقرى الأكثر فقرا، ولكن مركز الجزيرة سيراه الإعلام جيدا وسيتم الحديث عنه، أما مراكز الغلابة التي تشبه الخرابات فليس مهما الآن !
وغير هذا كله يأتى وزير بنائب لسيادته متهما في العديد من القضايا ! ماذا يا رب إلى أين تأخذنا الأقدار ؟ نحن لا نتعلم،لا نفكر!
وحسبى الله ونعم الوكيل.