تاريخ حافل بالتعاون بين مصر وروسيا.. زيارات متبادلة بين مسئولي البلدين لتحقيق المصالح المشتركة.. «السيسي» يلتقى وزير التجارة والصناعة اليوم.. يبحث تعزيز العلاقات الثنائية.. وتفعيل الاتفاقات
يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عودة مصر لدورها الرئيسى في منطقة الشرق الأوسط والعالم بقضاياه المتعددة والملحة، ظهر ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية، حيث تهتم القاهرة بتنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
تطوير العلاقات
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال الفترة الأخيرة، وكانت مشاركة الرئيس السيسي في مراسم احتفالات عيد النصر الروسي للتأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاما.
ويأتى لقاء السيسي اليوم الثلاثاء بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بدينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسى للتأكيد مجددا على قوة تلك العلاقة، فضلا عن بحث سبل تعزيزها عن طريق بحث عدد من فرص الاستثمار في مصر وآلية تنفيذ المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس المصرى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين خلال اللقاءات السابقة.
أول زيارة للسيسي
في أغسطس 2014 كانت أول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا، عقد خلالها مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، تلتها مباحثات موسعة على مأدبة غداء أقامها بوتين لتكريم السيسي والوفد المرافق له.
منطقة الشرق الأوسط
وشهدت المباحثات المصرية الروسية استعراضا لمجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، فضلًا عن ليبيا، وذلك اتصالًا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، وكذا الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها.
مكافحة الإرهاب
وبحث الجانبان مكافحة الإرهاب، حيث توافقت الرؤى حول أهمية تضافر الجهود وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، كما اتفقا على أهمية قيام المجتمع الدولي بجهد جماعي لدحر الإرهاب والقضاء عليه.
تنمية العلاقات
وبحث الرئيسان أيضًا أطر تنمية العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات، كما أطلع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر خاصة فيما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثمار.
وزيرا الخارجية
واستقبل أيضا وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف وزير الخارجية سامح شكري بمدينة سوتشي الروسية للتشاور بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تناول مسار العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
مبعوث الرئيس الروسى
وفي نوفمبر 2014، زار مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف مصر، واستقبله وزير الخارجية سامح شكرى وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
القضية الفلسطينية
واستعرض شكري خلال اللقاء الجهود التي تبذلها مصر لاستئناف المفاوضات غير المباشرة والعمل على تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بالإضافة إلى جهود إعادة إعمار غزة والأهمية الكبيرة لعقد مؤتمر القاهرة في هذا الشأن.
نائب رئيس وزراء روسيا
في ديسمبر،2014 استقبل الرئيس السيسي أركادى دوفوركوفيتش نائب رئيس وزراء روسيا والوفد المرافق له أثناء زيارته مصر بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء.
تعزيز التعاون الإستراتيجي
وشدد محلب على أهمية الزيارة في تعزيز التعاون الإستراتيجي، وأوضح أن الحكومة تولي رعاية كبيرة حاليا بتعزيز التعاون مع الجانب الروسي وأنها في هذا السبيل أنشأت وحدة خاصة بروسيا في مجلس الوزراء لمتابعة علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وفى فبراير الماضى، زار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مصر حيث استقبله الرئيس السيسي وعقد الرئيسان العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات.
تطورات الأوضاع العربية
وناقش الرئيسان العديد من الأمور الخاصة بالأوضاع في المنطقة العربية بخاصة الأعمال الإرهابية التي تشهدها الساحة العربية والعالمية، وبحثا الجانبان كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وتطرقت المحادثات أيضا إلى مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.
زيادة الاستثمار
ووجه السيسي الدعوة للجانب الروسي لزيادة حجم استثماراته في عدد من المجالات الحيوية ومن بينها مشروع المركز اللوجيستي للحبوب والغلال بدمياط، وكذا في قطاعات الطاقة والنفط والغاز وفي المجال الزراعي، مشيرا إلى تحديد موقع المنطقة الصناعية الروسية في عتاقة بخليج السويس.
التعاون الإسلامي
وفى السادس والعشرين من فبراير الماضى، زار وزير الخارجية سامح شكرى روسيا على رأس وفد وزارى للمشاركة في مجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتقي شكري مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، وبحث الجانبان تطورات العلاقات الثنائية وسبل تنميتها في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وتناولت المباحثات بشكل مفصل عددا من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، حيث تم التشاور حول الأوضاع الراهنة في ليبيا وتأثيرها على السلم والأمن الإقليمي والدولي وسبل دعم الحكومة الشرعية وتمكينها من محاربة الإرهاب مع العمل في الوقت نفسه على دفع وتشجيع الحوار السياسي بين الأطراف الليبية المختلفة.
وفى الثانى من مارس الماضى، زار نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن القومي بروسيا الاتحادية مصر واستقبله الرئيس السيسي.
وأعرب "باتروشيف" عن سعادته ببدء التعاون بين مجلسي الأمن القومي في البلدين، منوها إلى أنه سيساهم في تعزيز العلاقات بينهما في شتى المجالات ذات الصلة.
التعاون العسكري
وفى الثالث من مارس الماضى، توجه الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى روسيا، واستقبله نظيره الروسى سيرجى شويجو، وتركزت المحادثات على سبل زيادة التعاون في المجالين العسكري والأمني ونقل وتبادل الخبرات العسكرية بين القوات المسلحة في البلدين.
وفى الثالث عشر من نفس الشهر، زار إليكسي أوليوكايف وزير التنمية الاقتصادية الروسي مصر لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى.
صندوق للاستثمارات
كما أعلن وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور عن إنشاء صندوق للاستثمارات المباشرة بمشاركة روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة تتنوع مشروعاته المتوقعة بين قطاعي الصناعة والزراعة، فيما لم يفصح عن رأسمال الصندوق المشترك وذلك في "منتدى الحوار التجاري روسيا- مصر".