رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. 78 عامًا على ميلاد صدام حسين.. تنبأ بخطر إيران.. تبنى القضية الفلسطينة وآمن بالعروبة.. أول من أطلق صواريخ سكود على إسرائيل بعد حرب أكتوبر.. احتضن 2 مليون عامل مصري.. وغزو الكويت أكبر أخطائه


بدأت حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من طفل صغير لأحد المزارعين الذين يعانون الفقر وتلوث المياه، إلى متمرد على قواعد العائلة التي لا تريد لابنها إلا أن يكون مزارعا، فبدأ مقاتلا في منظمة شبيبة، ثم جنديا في القوات المسلحة وعضوًا في حزب البعث قبل أن يصبح رئيسا لجمهورية العراق وربما أشهر من تولي هذا المنصب.


الحكم بالحديد والنار
واشتهر صدام المولود في 28 أبريل عام 1937 وتولي الحكم عام 1979 بأنه حاكم العراق بالحديد والنار لمدة اقتربت من ثلاثة عقود بجانب إدخال بلاده في أكثر من حرب كان أشهرها حرب الكويت التي أراد صدام أن يغزوها لإنشاء إمبراطورية، وهو ما تصدت له الدول العربية ومنعته من ذلك.

الكثير من المساوئ بعضها وصل إلى الكوارث حدثت للعراق أثناء فترة حكم صدام كان أشهرها فقدها للعلاقات العربية بعد غزو الكويت، وبعد تصورات صدام بأنه يستطيع فرض إدارته على الدول معتمدًا في ذلك على علاقته مع الاتحاد السوفيتي السابق القوية في ذلك الوقت، بجانب الديكتاتورية التي أسسها في البلاد والتي أدت إلى مقتل مئات المعارضين ليتمكن من المكوث كل تلك المدة في الحكم.

المراوغة هو أكثر الصفات التي اتصف بها صدام بجانب فعله لأي شيء من أجل الوصول إلى السلطة كما فعل مع رؤساء العراق السابقين الذي حاول أن يغتال بعضهم مثل عبدالكريم قاسم، رئيس العراق الأسبق.

وعلى الجانب الآخر كان هناك وجه آخر لصدام حسين وهو الوجه العروبي الذي رفض أن يقايض على القضية الفلسطينية بالإضافة إلى إدراكه للمخطط الفارسي الذي استطاع أن يصمد أمامه لسنوات طويلة، وبالتزامن مع ذكرى ميلاده ترصد «فيتو »الوجه الآخر لصدام حسين.

خطر إيران
كان صدام حسين من أوائل الحكام العرب الذين أدركوا المخطط الفارسي بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 على يد آية الله الخميني وكان ذلك أولى الأسباب التي جعلته يشن حرب ضدهم استمرت ثمان سنوات، أعلن فيها صدام عن عدائه الواضح لمقاصد جمهورية الملالي التي أعتمدت على الدين للترويج لمشروعها.

وكان عدد من المحللين الإستراتيجين يرون أن صدام حسين كان يحافظ على العمق الإستراتيجي للعراق خاصة أن الطائفة الشيعية متواجدة بقوة في العراق وهو ما جعله يخشى أن تتحرك ضده كما تحركت ضد الشاه، وهو الأمر الذي ثبت صحته بعد سقوطه، وأصبح للطائفة الشيعية الكلمة العليا في العراق خاصة في مناطق القتال، بعد تواجد الحرس الثوري الإيراني تحت مزاعم تحرير العراق.

فلسطين

وكانت علاقة صدام حسين بالقضية الفلسطينية قوية حتى أن الكثير من أهالي الضفة الغربية كانوا ينظمون المسيرات المؤيدة له أثناء حروبه كافة، بجانب أن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت أن تشارك الدول العربية فيما يتعلق بإدانة العراق في حرب الكويت.


ومازال الفلسطينون يرثونه حتى اليوم، وأدلى صدام بتصريحات عدة بأنه على استعداد أن يغزو إسرائيل، وكان يلوح دوما أنه يستعد لتحرير القدس مستغلا في ذلك نزعته العروبية التي عرفت عنه طوال حياته. 

ولم تكن تصريحات صدام مجرد كلام في الهواء بل تم ترجمتها إلى إطلاقه عدد من صواريخ سكود على إسرائيل أثناء حرب الخليج الثانية ليكون بذلك أول حاكم يوجه سلاحه ناحية إسرائيل بعد حرب أكتوبر، ورغم أن البعض اعتبرها مجرد مراوغة لكن كان لها الأثر الأكبر عند الفلسطينين. 

وكشف بديع عارف محامي صدام حسين بعد وفاته أن الجانب الإسرائيلي طالب من صدام أثناء حبسه أن يتخلي عن القضية الفلسطينية لكن رفض وفقا لحديث عارف.

وقال جاءوا وطلبوا مني أن أذهب لصدام وأخبره إمكانية تخفيف العقوبة شريطة أن يتخلي عن نضاله في فلسطين وكان رد صدام وقتها "قولوا لهم إنها في نبض عيني". 


علاقته بالمصريين

ورغم تأرجح العلاقات بين مصر والعراق خاصة بعد إدانته في غزو الكويت كانت علاقة صدام حسين مع المصريين جيدة في فترتي الثمانينيات والتسعينيات وهو الأمر الذي جعله يقبل ما يقرب من 2 مليون مصري، وفق بعض التقديرات الرسمية في عام 1988، وهو الأمر الذي أنعش الاقتصاد المصري بجانب تخفيف وطأة البطالة التي تتزايد بشكل سريع كل عام. 

ووفقًا لحوار صحفي تم مع عدد من الذين عملوا في العراق، أكدوا فيها أن المصريين عاشوا في حكم صدام فترة جيدة وأخذوا كافة حقوقهم المالية، فيما أشار البعض إلا أن الأمور بدأت تتدهور بعد غزو الكويت وكان من خلال الترحيل للمقيمين بصفة غير قانونية. 
الجريدة الرسمية