رئيس التحرير
عصام كامل

السر في الطعام، علي جمعة يكشف سبب سوء الأخلاق بمجتمعاتنا

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، فيتو

كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن السر في سوء الأخلاق في المجتمعات والحضارات الإنسانية، يرجع إلى الطعام، مؤكدًا أن الطعام السيء السبب في سوء الأخلاق، وأن طيب الطعام فيه إرشادات نبوية جامع يندرج ضمن القواعد الأساسية لبناء الحضارة وتحقيق رخاء المجتمع.

سر سوء أخلاق المجتمعات

وأشار الدكتور علي جمعة أن طيب الطعام يعمل في ثلاث مستويات، الأول أن يكون مصدر الطعام حلالًا، والثاني أن يكون الطعام نفسه طيبًا في مذاقه وإعداده، والثالث يتعلق بآداب تناولنا الطعام.

الطعام الطيب يؤثر على أخلاق المجتمعات، فيتو

وقال الدكتور علي جمعة عن سر سوء أخلاق المجتمعات: "من أهم أسباب شيوع سوء الأخلاق في المجتمعات والحضارات الإنسانية سوء الطعام، والنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء» (رواه الطبراني في الأوسط) وهو حديث مكون من مقطعين، الأول- وهو لب كلامنا الآن- «أطب مطعمك"، وهو أمر يطلب فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يطيب الإنسان مطعمه".
وقال الدكتور على جمعة عن أمر الرسول، صلى الله عليه وسلم، بـ أطب مطعمك أنه "أحد الإرشادات النبوية الجامعة التي تندرج ضمن القواعد الأساسية لبناء الحضارة وتحقيق رخاء المجتمع، ويمكن للإنسان أن يطيب مطعمه على ثلاثة مستويات: مصدر الطعام، ونوعه، وسلوك تناوله."

مصدر الطعام الحلال يؤثر على أخلاق المجتمعات

وأوضح الدكتور علي جمعة "وعن المستوى الأول: "يجب أن يكون مصدر الطعام حلالًا، ومعنى هذا أن يكون مصدر الدخل حلالًا ليس فيه شيء من الرشوة أو السرقة أو الاختلاس أو الاغتصاب أو التدليس أو الغش، ويكون أيضًا بعيدًا عما حرم الله من المطعومات كالخمر والخنزير والميتة والدم المسفوح، قال تعالى: (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [الأنعام: ١٤٥].

إعداد الطعام يؤثر على أخلاقيات المجتمع،فيتو

وعن أكد الطعام المخالف، قال الدكتور علي جمعة: "بل إن قصة آدم عليه السلام في القرآن بينت نكد أكل الطعام المخالف، وجعلته سببًا للطرد من الجنة قال تعالى: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ* قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ* قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [الأعراف:٢٢-٢٤].

مذاق الطعام وإعداده يؤثر على سوء الخلق

وتابع علي جمعة "وقال الحسن البصري، رضي الله تعالى عنه: «كانت بلية أبيكم آدم أكله، وهي بليتكم إلى يوم القيامة»، فإن كان الطعام من مال حلال، وهو مما أحل الله من المطعومات دخل الطاعم حد استجابة الدعاء، ومن ثم أصبح قادرًا على رؤية الأمور من منظور سليم وتقييمها ببصيرة جلية واتخاذ القرارات المناسبة لإصلاح المجتمع وإعمار الكون."

طريقة إعداد الطعام تؤثر على أخلاق المجتمع، فيتو

وأوضح الدكتور علي جمعة: "أما المستوى الثاني: فهو أن يكون الطعام نفسه طيبًا في مذاقه، وفي إعداده، والذي يطلب هذا النوع من الطعام هو رقيق القلب، رهيف الحس، لا يدفعه الجوع لملء البطن دون تلذذ بالتذوق والاستحسان، وهي صفة نراها في قوله تعالى عن أهل الكهف بعد بقائهم ٣٠٩ سنين في سبات ونوم: (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) [الكهف:١٩]

آداب تناول الطعام تؤثر على أخلاق المجتمعات

وأكد علي جمعة "فلم يدفعهم الجوع إلى طلب أي أكل ولو كان حلالًا في ذاته، وفي مصدره، بل طلبوا أن يكون مرتبطا بأنه الأزكى، ثم تشير الآية إلى كمية الطعام وأنها برزق منه، ولم يقولوا فليأتكم به، وهنا نرى العلاقة مع الطعام نتيجة تزكية النفس"

الطعام الطيب يؤثر على الأخلاق، فيتو


وقال جمعة: "ونرى في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن تزكية النفس من طيب المطعم حيث ذكر: «الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنى يستجاب له» (رواه مسلم).

وعن المستوى الثالث لطيب الطعام، فقال الدكتور علي جمعة: "فيختص بآداب تناولنا الطعام لما لها من أثر في حياتنا اليومية بجميع جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهذه الضوابط المأخوذة من القرآن والسنة تشكل عناصر مهمة في البناء الحضاري للمجتمع الإسلامي بل والبشري"

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية