رئيس التحرير
عصام كامل

الستات ما بيعرفوش يكدبوا


«هن لا يعرفن الكذب لكنهن يجدنه فقط!!»، وقيل «إذا كان للكذب رادار فهو المرأة»، ولذلك لا تجد سيدات كُثر حرجًا في إطلاق كذبة أو كذبتين يوميًا للخروج من موقف محرج أو ورطة في منزل الزوجية.


نسبة كبيرة من الفلاسفة اعتبروا أن النساء يكذبن لأسباب مختلفة، ما بين تحسين الصورة أو تجميلها، ومنهن من يكذبن لاعتيادهن على ذلك، فيحاولن دائمًا تغيير الواقع، أو إضافة معلومات غير صحيحة لحياتهن أو ما يخص عائلتهن أو حتى أطفالهن.
الفيلسوف الفرنسى هنرى فوجان يقول إن: «المرأة الصادقة هي التي تكذب فقط في (سنها، ووزنها، وراتب زوجها)، فجميعها أمور يسمح للمرأة الكذب فيها لأنها لا تمثل خطرًا أو عبئًا على أحد، كما أنهن يؤمن بنظرية الحسد، وبالتالى يحاولن تجنبه بكل الوسائل وإن كان بالكذب».

حتى أسباب الكذب لدى النساء كثيرة وإن اختلفت المواقف، التي تلجأ فيها المرأة إلى الكذب، رغم أنها تكذب عادة لتصل إلى هدف معين على عكس الرجل الذي يكذب في بعض الأحيان فقط من أجل الكذب.

أما عن أشهر المواقف التي تلجأ فيها النساء إلى الكذب، فتتنوع ما بين «الحب»، فعندما تقع المرأة في الحب تصبح المواقف المرتبطة بقصة حبها هي الأكثر تسجيلا لكذبها غير أن الكذب ذهب إلى أقصى مدى عند النساء، حتى وصل إلى إجراء عمليات ترقيع غشاء البكارة في محاولة لاصطياد زوج.

«العمل» أيضًا يشهد مواقف كثيرة تكذب فيها المرأة، خصوصًا إذا كانت تذهب يوميا إلى عملها، إذ تفتح بابًا ليدخل منه الكذب إلى حياتها، وهنا تظهر الكذبات الشهيرة التي تشترك المرأة والرجل في قولها، بداية من التأخير عن مواعيد العمل بالادعاء أن الطريق مزدحم.

كما تظهر كذبات مثل «لا أستطيع الحضور إلى العمل اليوم لأننى متعبة» إلا أنه في بعض الأوقات تلجأ المرأة إلى الكذب في العمل حتى تظهر قوتها، وأنها تستطيع أن تفعل ما يفعله الرجال، وكذلك رغبة المرأة في «الحرية» من أكثر دوافع المرأة إلى الكذب.
لا يختلف الأمر كثيرًا عند الحديث عن «العمر»، ولا يغفل أحد عن أن أشهر كذبات المرأة، تلك المرتبطة بعمرها الحقيقي، فـ«حواء» لا تفصح عن عمرها الحقيقي، وهذه الكذبة معروفة منذ زمن بعيد، ورغم ذلك لا تكف عن استخدامها.

عدة دراسات أثبتت أن المرأة أكثر كذبًا من الرجل، ولعل أحدث هذه الدراسات، تلك التي أجراها روبرت فيلدمان، وكانت نتيجتها أن المرأة تمارس الكذب أكثر من الرجل، وهدفها هو بث الراحة والطمأنينة في نفس الرجل، فيما يكذب الرجال للحفاظ على صورتهم أمام المرأة.

ولأن القدرة على كشف الكذب تعد من المهارات شديدة الفائدة في هذا الزمان مع وجود كثيرين من عديمى الأمانة، كان لا بد من التعرف على علامات كشف الكذب عند المرأة على اعتبار أنها أكثر كذبًا من الرجل.

المشكلة التي يقع فيها كل من يحاول تعلم كشف الكذب أنهم يعتمدون على لغة الجسد وحركات الوجه، ورغم أهمية هذه الأمور إلا أنها غير كافية للحكم على المرأة إذا كانت تكذب أم لا، فهناك 15 علامة تكشف كذب المرأة: «جمود الوجه وصلابة الجسم، زيادة لمس الوجه خصوصا الأذن والفم والأنف، شحوب الوجه، جفاف الشفتين، التنفس بصوت مسموع، انكسار العين، تقوس الحاجبين، صعوبة البلع، التغير المفاجئ في حركة الجسم، الوقوف مكتوفة اليدين، حشرجة الصوت لدرجة عدم القدرة على الكلام، محاولة الهروب من الكلام بتغيير الموضوع، ردود قصيرة، التأتأة واللجلجة، وزيادة معدل البربشة».

الشخص الذي يعتاد الكذب أيضًا غير موثوق به لدى الآخرين، وينظر له نظرة الشخص المنافق المختلف عن الطبيعة الاجتماعية، فالكذب يمنح صاحبه شخصية اجتماعية سيئة في تعاملاته مع الآخرين، ويؤدى كذب المرأة إلى عواقب وخيمة خصوصًا إذا كانت متزوجة ولديها أطفال تعنى بتربيتهم تربية صحيحة وأخلاقية، كما أن كذب المرأة على زوجها يعد أمرًا في غاية الخطورة لاستمرار الحياة الزوجية بينهما.

الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أكد أن ثقافة كذب النساء معروفة في مصر فقط وليس بالعالم، مشيرًا إلى أن النساء دائمًا لديهن ثقافة التفاخر أكثر من الرجال، ويظهر هذا النوع من التباهى حقيقة الكذب، وبشكل عام تميل النساء إلى تمجيد الذات، كما أن الغيرة بين النساء تعتبر أكثر من الرجال.

«فرويز» لفت إلى أن معدل الكذب لدى النساء مثل معدل الكذب لدى الرجال لكن التباهى والتظاهر والاستعراض لدى النساء أعلى من الرجال، موضحًا أن الاستعراض أمام الآخرين أعلى لدى النساء في العصور القديمة بنسبة 5.1 بمعنى أن المقارنة بين 5 نساء ورجل، أما الآن فقد تصل نسبة الاستعراض عند النساء إلى 3.2 أي 3 سيدات ورجلين. وشدد على أن كلمة «كاذبة» تشير إلى تدخل المرأة في فئات مع شخصيات مضطربة وسيكوباتية، مضيفًا أن نسب الكذب عالمية وموجودة لدى النساء والرجال بشكل متعادل، مشيرًا إلى أن نسبة الكذب قد تكون أكثر لدى الرجل، خصوصًا أن المرأة تميل إلى الكذب للتجمل والاستعراض.

وعن أشهر العلامات التي تكشف الكذب لدى النساء والرجال، أكد فرويز أنها تتمثل في تعبيرات الخدين (جانبى الفم)، كثرة حركات اليدين، وضع اليد على الأنف (مماطلة في الكلام)، وضع اليد على الأذن (تنوى الكذب)، الابتسامة (هل هي ابتسامة صفراء أم حقيقية حسب الابتسامة من الفم والعينين أم الفم فقط).
الجريدة الرسمية