محطات في حياة ياسر عرفات.. اسمه الحقيقي «محمد عبد الرحمن».. أسس حركة «فتح» وجمع الفلسطينيين.. اعترف بإسرائيل ووقع معها اتفاقية الانسحاب من الضفة الغربية.. وحصل على نوبل للسلام عام
" لم يترك المقاومة حتى آخر قطرة دم في حياته".. لم تنطبق هذه المقولة على شخص بقدر انطباقها على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي تحل اليوم الأربعاء الذكرى 26 لتنصيبه رئيسا للسلطة الفلسطينية".
اسمه الحقيقي
ربما لم يعرف كثير من الناس أن «ياسر عرفات» ليس هم الاسم الحقيقي للزعيم الفلسطيني الراحل، إذ أن اسمه المدون في السجلات الرسمية هو «محمد عبد الرحمان عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني».
اسمه الأول محمد عبد الرحمن، واسم والده عبد الرؤوف وجده عرفات، أما القدوة فهو اسم العائلة، والحسيني هو اسم قبيلة عائلة القدوة. ولكن لا توجد علاقة بين قبيلة الحسيني التي تنتمي إليها عائلة القدوة المستقرة في غزة، وقبيلة الحسيني المعروفة في القدس.
ومنذ نشأة عرفات في القاهرة، ترك الجزء الأول من اسمه «محمد» تقليدا للمصريين، كمشاهير المصريين أمثال أنور السادات وحسني مبارك. وبعد ذلك ترك اسم عبد الرحمن وعبد الرؤوف.
وفي الخمسينيات بدأ يستخدم اسم ياسر عرفات، واختار أبو عمار كاسم حركي له. واسميه الإثنين اختارهم على اسم الصحابي الجليل عمار بن ياسر. وعلى الرغم من تركه لأسماء عدة، احتفظ باسم عرفات لدلالاته في الإسلام، شبهه باسم جبل عرفات.
جهود قيام الدولة الفلسطينية
ويعد "أبو عمار" مؤسس حركة فتح عام 1965 حيث عمد إلى استهداف العدو الصهيونى بعمليات فدائية من الأراضي الأردنية حيث اعترف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ممثلا للشعب الفلسطينى كما نتخب رئيسا لمنظمة التحرير عام 1969 حيث ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالبا الاهتمام بالقضية الفلسطنية ووقف الممارسات العدوانية الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى وفي هذا الخطاب أعلن الراحل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وطالب شعوب العالم بالاعتراف بها.
الاعتراف بإسرائيل
ألقي عرفات خطابا تاريخيا اعترف فيه بحق وجود إسرائيل على الأرض الأمر الذي فسره المراقبون بأنه يهدف إلى التسوية مع الكيان الإسرائيلي بأي ثمن.
رئيس السلطة الفلسطينية
وفي عام 1988 وافق المجلس الفلسطينى على تنصيب أبو عمار كرئيس للسلطة الفلسطينية ليبدأ بعدها مرحلة النضال الدولي من أجل القضية حيث عمل على تجميع الفلسطينيين وإحياء الهوية الفلسطينية كما نقل قضية شعبه إلى كل مكان بالعالم فالتصق اسمه بالنضال دفاعا عن القضية.
لا يمكن أن يغفل التاريخ مقولته الشهيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ألقى أمامها خطابا قال فيه:" إنى جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدى".
عداء أمريكي
وفي سبيل الدفاع عن القضية واجه عرفات مقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل لمدة 19 عاما خاصة بعدما اتخذ قرارا بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعى للقضية الفلسطينية وهو القرار الذي اعترفت به معظم دول العالم كما وقع اتفاقية سلام مع اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل وشيمون بيرز وزير خارجيته بحضور الرئيس الامريكى بل كلينتون وهى ما تعرف باتفاقيه اوسلو 1993.
أبو عمار رئيسا
وفي عام 1996 فاز في انتخابات رئاسية التي جرت بحضور مراقبين دولين من الأمم المتحدة والدول العربية والأوربية وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر حيث بدأ عهده بالإعمار وإعاده البناء والإنشاء وتوصيل شبكات المياه والكهرباء والمستشفيات والمطارات كما وقع اتفاقيات مع رابيل على انسحاب إسرائيل من المدن الرئيسية بالضفة الغربية.
انتفاضة الأقصى
اندلعت في عهده الانتفاضة الثانية وهى ما تسمى "بانتفاضة الأقصى وذلك في أعقاب زيارة رئيس الوزاء الإسرائيلى شارون إلى القدس الشريف وقد سقط في الانتفاضة عدد كبير من الشهداء على إثر اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى ولكن أبو عمار لم يستطع السيطرة على الموقف وأعاد الاحتلال سيطرته مرة أخرى على بعض مدن الضفة الغربية.
الحصار والوفاة
حاصرته قوات الاحتلال في منزله برام الله ولم تسمح له بالتحرك إلا في نطاق معين في ظل الاجتياح لمدن الضفة الغربية إلى أن تدهورت حالته الصحية ونقل إلى مستشفى بفرنسا عبر الأردن وتوفى عام 2004 بمستشفى بيرسى بباريس ولم يعرف سبب وفاته حتى الآن.
يذكر أن ياسر عرفات نشأ وتعلم بالقاهرة حيث التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة 1946 وتخرج منها عام 1951 ثم عمل مهندسا مدنيا بدولة الكويت وقد حصل الراحل على جائزة نوبل للسلام عام 1994.