رئيس التحرير
عصام كامل

علبة كشري تمنح صوتي لنقيب الصحفيين


حينما سألني الزميل جمال أبوعليو عن موقفى من المرشحين لمقعد نقيب الصحفيين، لم يتوقع إجابتي بأن صوتى سيذهب لبلدياته الزميل ضياء رشوان، إذا "عزمني" على علبة "كشري".


ولأنني معروف بين أصدقائي بالمزج بين الجد والهزل أحيانًا، حار "أبوعليو" في أمري، فالمعركة لا تهمني بالفعل مثلما لم تعد هموم أعضاء الجمعية العمومية للنقابة تشغل بال النقيب أو أعضاء المجلس منذ سنوات، لكن تعليقاتي اقتصرت على بعض النقاط وهى:

أن ضياء أخفق في تقديري في تغيير وجهة نظري وكثيرين تجاه إمكانية إدارة العمل النقابي بشكل ورؤية خالصين لوجه المهنة والصحفيين، كما أن حجة انتخابه بدلًا من سلفه الزميل ممدوح الولي، اعتمدت على أمرين، أولهما التخلص من الإخوان، والثاني المجيء بنقيب يرضى أعضاء المجلس أنفسهم كي يتعاونوا معه في خدمة الصحفيين، وبعد اتفاق مع صديقه قلاش، فيما يبدو، على تبادل الفرص..!!

كما أن ضياء بدا وكأنه ترك لوكيل النقابة وسكرتيرها العام إدارة شئونها بالوكالة، وانشغل بحضوره بين صفوة ونخب حتى أبعدته حسابات ما عن الظهور قبيل موعد الانتخابات، بينما لم تشهد النقابة تسيير مشروع واحد بنجاح داخلها رغم توافق إرادة النقيب مع أعضاء المجلس، ولا أعتقد أن مقابلته وآخرين لرئيس الجمهورية مثلا، شهدت مناقشة أزمات الصحفيين الحقيقية والسعى لحلها.

ودعك من مزاعم مشاركة رشوان في صياغة أفضل ما يمكن أن تحصل الصحافة عليه في دستور 2014 الذي حل عضوًا بلجنة صياغته، فاستشهاد زملاء خلال عامي حضوره نقيبا، وتراجعه ومجلسه عن دعم مواقف المغضوب عليهم من أبناء المهنة، والذين يجلسون لسنوات في منازلهم باحثين عن أرباع فرص العمل، وتراخي المجلس في مواجهة عمليات البطش بزملاء داخل مؤسسات عدة، وغياب مظلة تأمينية عن عدد كبير من الزملاء، أمور استمرت وسط تجاهل وإهمال المجلس لها، مقابل افتعال معارك وهمية تحت مزاعم الدفاع عن "كرامة الصحفيين".

أما منافس رشوان، الزميل يحيى قلاش، فلم تكن مواقفه قبل معركة الانتخابات واضحة وقاطعة تجاه أداء مجلس نقابة لا أستبعد دورا له في حضور بعض أعضائه وحث أصوات على تأييدهم، وأبرزهم السكرتير العام الذي كان أداؤه المتواضع سببًا مباشرا في فقداني وكثيرين الثقة بدور النقابة في حمايتنا، بخلاف تجميد نظر أغلب المذكرات التي تحمل مشكلات أو مقترحات الجمعية العمومية، أو عرضها على اجتماعات المجلس التي لا نعلم تفاصيلها أو كيفية وتوقيت صياغتها.

ثم إن معركة التشريعات الصحفية التي يتباهى بخوضها "قلاش" بين الحين والآخر لا تخصه وحده، كما لا يستطيع أحد أن يدعي لنفسه بطولة في تناولها منفردًا، وفشلت كل المحاولات في جذب اهتمام الجمعية العمومية تجاهها، بسبب سوء أداء المجلس.

وتبدو لي معركة مقعد النقيب "كيدًا" بين اثنين من تيار يحمل حضوره داخل النقابة صبغة سياسية، بعد غياب مرشحين آخرين كانت الجمعية العمومية في احتياج إلى رؤى وبرامج إضافية منهم تخدم العمل النقابي، لكن فيما يبدو إرادة البعض معركة خالصة لهذا التيار، ربما تكتب نهايته، إما بنجاح رشوان واستمرار غياب النقابة عن دورها تجاه أعضائها في ظل تآلف النقيب رشوان ومجلسه الحالي، أو بنجاح قلاش وعمله بين أعضاء مجلس ربما يغارون منه ولا يريدون حضوره على رأس اجتماعاتهم.

أعتقد أنها معركة سيحسمها التصويت المؤسسي والقبلي أيضا، أو السياسي، وربما يكون لأصحاب الرؤى المهنية دور بسيط فيها، خاصة أن أغلب الشباب من المرشحين لم تكتمل وجهة نظرهم في مبرر وجود النقابة لأفهم أسباب حضورهم، أما أنا فقد حسمت مؤقتا موقفي من معركة "النقيب" بفوزي بوجبة الكشرى، وربما يتغير رأيى داخل الصندوق إذا حظيت بعزومة أخرى على "كباب" مثلا، كما حسم المنادون بـ"استقلال" النقابة سقوطها في أيدي تيارات سياسية من قبل، ومستمرون في البحث عن وجوه جديدة داخل أحزابهم للسيطرة عليها.
الجريدة الرسمية