من يصون الحلم؟
إن بناء أمة يبدأ من استثمار عقول أبنائها، ولكي نستثمر عقول أبناء الأمة لابد لنا أن نكتشف ما لدينا من عقول، ولكي نكتشف ما لدينا من عقول مبدعة ومبتكرة لابد لنا من منظومة تعليم قوية قادرة على اكتشاف الموهوبين والمبدعين من خلال مدرسين مؤهلين نفسيًا وماديًا، ولكي يكون لدينا مدرسون مؤهلون لابد لنا من وزارة تعليم قوية لها إستراتيجية تربوية قوية وخطط مستقبلية لشكل التلاميذ وما لديهم من معلومات وممارسات أخلاقية حميدة تلقوها داخل الفصول ومارسوها أثناء اليوم الدراسي.
وهذه الإستراتيجية يلزمها أموالا طائلة تنفق بالكامل على منظومة التعليم، وخصوصًا التعليم الأساسي التي تشمل الإنفاق على التأهيل المستمر للمدرسين، ورفع مرتباتهم، وتوفير الأماكن الصالحة بالمقاييس العالمية للفصول والتأمين الصحي الشامل للتلاميذ وعودة الغذاء المدرسي، وتطوير المناهج التعليمية بصفة مستمرة لمواكبة التطورات المستمرة في العالم.
وتوفير كافة الوسائل التعليمية من خلال الكمبيوتر والإنترنت، والتواصل المستمر مع مستجدات العصر مع الإشراف على كافة المدارس من قبل وزارة التعليم؛ لتتحقق من الصورة التعليمية الشاملة التي تخلق الانتماء للوطن لدى التلاميذ والطلاب من بداية دخولهم المدرسة، وتحية العلم الواجبة والنشيد الوطني، وممارسة الأنشطة المختلفة داخل وخارج المدارس وغيرها.
ويتزامن هذا ويتوافق مع منظومة أمن قوية تحمي هذه المنظومة، يستشعرها التلاميذ وينمو بداخلهم حب الوطن المتمثل في رجل الشرطة والجيش الذي يضحي بحياته من أجلهم ومن أجل تراب الوطن، ويعود ليصبح قدوة للتلاميذ في أمانيهم، في أن يصبحوا ضباط جيش وشرطة حين يكبرون كما كنا نحن في طفولتنا.
ويأتي دور الإعلام في النقد البناء وليس الهدام، الذي يحاول دائما هدم المثل العليا في نظر الناس وخصوصًا أطفالنا، وأعتقد أنه لابد أن يتكاتف الإعلام الخاص والتليفزيون المصري في خلق حالة الاحترام والانتماء للوطن، ولابد أن يتم هذا بالتزامن مع فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي سيكون بإذن الله، فاتحة خير لمصر ولبلاد الشرق الأوسط بالكامل.
سنجد أن تكاتف الجميع من أجل ما ذكرت سينهي كل مشاكلنا العشوائية تمامًا، وسيغير سلوكيات المصريين تمامًا لتعود إلى سابق عهدها من مائة عام، لنصبح أقوى بلاد العالم بعد تكاتف بلاد الشرق الأوسط اقتصاديًا وعسكريًا.
نحن بدأنا نحقق الحلم، ولكن من يصون أحلامنا؟.. فلك الله يا مصر حماك الله ورعاك.