رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل جديدة في مفاوضات «الأردن» مع «داعش» للإفراج عن «الكساسبةۜ».. السلطات استخدمت «المقدسي» للتواصل مع الإرهابيين.. التنظيم أحرق «الطيار» قبل التفاو


كشف قيادي مقرب من محمد المقدسي، منظر تيار السلفية الجهادية بالأردن، تفاصيل جديدة عن المفاوضات التي أجريت بين المقدسي وتنظيم داعش الإرهابي للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة، مقابل استعادة السجينة ساجدة الريشاوي كـ «مصلحة شرعية» - حسب وصفه.


الإفراج عن المقدسي
وأكد القيادي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن السلطات الأردنية أفرجت عن المقدسي قبل أسبوع من إعلان نبأ الإفراج، ونقلوه إلى غرفة عمليات تديرها أجهزة أمنية لإجراء الاتصالات مع داعش للتفاوض، موضحا أن المقدسي كان حريصا على نجاح المهمة، التي كانت السبب في الإفراج عنه.

مفاوضات جديدة
وأوضح أن ظهور المقدسي في مقابلة تليفزيونية على قناة «رؤيا» المحلية الأردنية، كان بالتنسيق مع أجهزة رسمية وبمشاورة قيادات في التيار السلفي بما يتفق مع مصلحة الجانبين، مؤكدا أن التسجيلات التي نشرها أتباع تنظيم "داعش" الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي، لمفاوضات المقدسي مهمة لا تتنافى مع ما قاله خلال المقابلة سالفة الذكر.

وتابع في تصريحاته لـ «سي إن إن»: "لم نتفاجأ بما نشره داعش، وقد تحدث عن المفاوضات في لقاء التليفزيون، المرحلة كانت تتطلب ذلك".

اعتقاله
وكان المقدسي أفصح خلال اللقاء، عن رسائل رفعها عبر وسطاء إلى "أبو بكر البغدادي"، و"أبو محمد العدناني"، فيما أكدت مصادر لـ "سي إن إن"، أن المقدسي لم يسبق له التعرف إليهما أو الاتصال بهما، وأن صلاته الوحيدة كانت بزعيم تنظيم القاعدة السابق "أبو مصعب الزرقاوي".

وأوضحت المصادر الجهادية، أن تسجيل اللقاء مع المقدسي لم يكن سهلا، وأن ما تم بثه على الهواء هو النسخة الرابعة بعد الإعادة، مشيرة إلى أن الرجل اشترط إخفاء موقفه من التحالف الدولي لمحاربة داعش خلال اللقاء، حيث كان ذلك الموقف سبب اعتقاله في أكتوبر 2014.

هجوم شديد
وفي السياق ذاته، شن تنظيم داعش الإرهابي هجوما شديدا على المقدسي بعد ظهوره بالتلفاز، فيما مدحه قادة السلفية الجهادية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث قال "أبو قتادة" - منظر السلفية الجهادية بأوربا - عنه: "حفظ الله شيخنا أبا محمد المقدسي فقد فضحهم وأتعبهم فخرجوا لأول مرة يعتذرون بالكذب، فحالهم هو اللف والدوران، لكنّ الحبل يدور على أعناقهم".

وقت المفاوضات
وأشارت "سي إن إن"، إلى أن التسجيلات التي نشرها "داعش" تؤكد أن المفاوضات استغرقت عدة أسابيع قبل أن تنتهي بخذلان المقدسي، رغم ما تضمنته من هجوم وتهكم على المقدسي واتهامه بالعمالة للمخابرات الأردنية والأمريكية.

ورجحت الشبكة الأمريكية فرضية قتل "داعش" للكساسبة قبل بدء عملية التفاوض، حيث أعلن داعش قتله في 3 فبراير الجاري، في الوقت الذي أكدت فيه السلطات الأردنية مقتله قبل شهر من هذا الموعد، إذ وقع بيد داعش في 24 ديسمبر من نهاية العام الماضي.
الجريدة الرسمية