سيادة الرئيس.. تسمحلي أعاتبك
بدأت مصر تعلو رايتها من جديد على الساحة العربية والدولية وبالرغم من الحرب التي أعلنتها الدولة على الإرهاب إلا أنها مستمرة في تنفيذ خطتها التنموية ومشروعنا القومى "قناة السويس الجديدة" الذي تسعى كبرى الدول لمعرفة تفاصيل ما بعد إنشاء القناة وتعمل على إيقاف التقدم المصري من جديد تحت راية رئيس يحمل معنى القيادة، وما زلت أراهن على أنه سينجح ويخرج بالبلاد إلى النور مهما كانت العواقب ستعبر مصر بإذن الله.
سيادة الرئيس.. لدى ثلاث نقاط في غاية الأهمية في مغزاها عتاب وأيضًا رؤية واقتراح:
أولاها.. إذا كانت هناك رسالة لتوحيد الصف ضد الإرهاب فيجب أن يكون الخطاب للشعب فلا يوجد إعلامي أو مسئول في الدولة يمتلك شعبية وحبا وثقة في الشارع المصرى مثلك، ولا أعترض على اللقاء الذي جمع صفوة المجتمع مؤخرا، لكن إذا كانت هناك رسالة تريد توجيهها فهناك صفة تعود الشعب عليها منذ توليك الحكم وهي "المصارحة".. الشعب يعرف جيدا ماذا يفعل الرئيس وماذا تفعل قواته المسلحة وشرطته من أجل تأمين الأوضاع والحفاظ على استقرار البلاد.. اجعل مصارحة الشعب هي الخط الدائم فهم حتى الآن يحتاجون إلى المصداقية الرسمية التي تخرج من القادة الذين يعلنون أن أرواحهم هدية من أجل الدولة.
أما ثانيها.. سيادة الرئيس، بصفتي أحد أبناء هذا الشعب، أرى حرصكم الدائم على استقبال الصفوة وأصحاب الصفوف الأولى في المجتمع في كثير من اللقاءات التي تعقدها، لكن لا أرى لقاءات مع الجيل الثاني والثالث من فئات الشعب باعتبارهم من سيتولون القيادة في المستقل، حتى ما تم مؤخرا من تدريب بعض الشباب على المناصب القيادية والإدارية، اقتصرت الدعوة غير المعلنة على كثير من شباب الأحزاب، التقيتم بالصف الأول من الإعلاميين والكتاب والمفكرين والعلماء، لكن أين باقى الأجيال؟ أين جيل المستقبل الذي يمتلك الرؤية والفكر ويحتاج من يرعاهم؟.. هناك نماذج في الإعلام والثقافة والفن والبحث العلمي تحتاج إلى من يسمع أفكارها ولديها حلول سريعة ومبسطة، وأعتقد أن هناك الكثير ممن هم صفوة في المجتمع ليست لهم مصداقية في الشارع المصرى مثلكم، استمر يا سيدى الرئيس في إعطاء الثقة وستجد الأجيال القادمة قادرة على تولى القيادة.
سيادة الرئيس.. أخيرًا لابد من تفعيل معنى مفهوم الدولة في المؤسسات الحكومية فعندما تعلمت ودرست "مفهوم الدولة والإستراتيجية والأمن القومي" داخل أكاديمية ناصر العسكرية، علمنا وقتها أن اختيار المسئول الحكومي لابد أن يكون من خلال وعيه التام بهذه المفاهيم ولكن هناك قيادات تخرج علينا بتصريحات غير مؤكدة سواء من وزراء أو محافظين، وهناك وزارات تضع إستراتيجيات لسنوات مقبلة دون أن تراعي الأوضاع المادية والاقتصادية التي تمر بها الدولة.
لذا أقترح وبشكل عاجل أن يتم " تشكيل مجلس يختص بوضع إستراتيجيات للوزارات تكون شاملة خطة تنمية موحدة مثلما يحدث في كل الدول المتقدمة، فمفهوم الدولة الحقيقي يجب أن يصل إلى الناس،لأن ما عانوه يجعلهم على استعجال بكل الأمور، ويجب أن يصل المعنى للحقيقي بأن الدولة لها عناصر لا تتجزأ، وهي الشعب، والإقليم، الذي يحاربنا الجميع من أجل الوصول إلى ربع موقعنا الجغرافى، ثم السلطة، والتي تتمثل فيكم كرأس دولة ومؤسستها ووزرائها، فالرئيس الذي ينشئ 3 مجالس متخصصة تشاركه وضع الرؤى والأفكار دليل على ذكائه ورغبته في مشاركة الجميع في صنع القرار.
لذا يجب أن تكون الوزارات جهة لتنفيذ الخطط التي تسعى لها الدولة ورغم أن ذلك الأمر قيل كثيرا لكن لم يهتم أحد لكن حان الوقت من أجل بداية صحيحة.
سيادة الرئيس.. عد الأجيال القادمة واجعل المصارحة طريق البداية التي ستبنى بها الدولة ولا تسمح لأحد بفصل العلاقة بين الشعب والإقليم والسلطة.. تحيا مصر.