رئيس التحرير
عصام كامل

«مراكز القوى» تحكم قبضتها على «التربية والتعليم».. نبيل عامر «الحاكم بأمره».. حنان كمال تقود «خطة التعتيم الإعلامي».. نسرين حلمي «المكرونة تكسب».. وإغ


في الوقت الذي همشت فيه وزارة التربية والتعليم أكثر من 12 قيادة، بين وكيل وزارة ومديرعام، ظهر في ديوان عام التربية والتعليم خلال الفترة القليلة الماضية عدة أشخاص بدءوا يفرضون سطوتهم على موظفي الديوان وقياداته، وأصبحت شبيهة بمراكز القوى في وزارة التربية والتعليم.


حنان كمال.. وسياسة التعتيم الإعلامي

كانت آخر القيادات التي قدمت على وزارة التربية والتعليم من خارج الوزارة وقطاعاتها، المستشارة الإعلامية للوزير، واسمها بالكامل «حنان محمد كمال محمد مرسي»، من مواليد أول يناير عام 1972، حاصلة على بكالوريوس التربية الموسيقية من جامعة حلوان. وتعمل مدرسة بقسم التطوير التكنولوجي بكلية التربية جامعة حلوان، وانتدبها وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر مستشارة إعلامية رغم أنه لا علاقة لتخصصها بالعمل الإعلامي.

مشاكل بالجملة

ومنذ بدأت عملها بالوزارة أثارت العديد من الخلافات والمشاكل مع محرري التربية والتعليم، وهي تسعى لفرض سيطرتها على كافة الأمور داخل الوزارة، لتنفيذ سياسة معدة سلفا لحجب المعلومات، بالتعاون مع اللواء عمرو الدسوقي رئيس الإدارة المركزية للأمن، والذي جاء إلى الوزارة منتدبا أيضا.


عمرو الدسوقي.. والقبضة الأمنية

وأدى وجود اللواء عمرو الدسوقي إلى تذمر عدد كبير من أفراد الأمن بديوان عام الوزارة، خاصة بسبب الخصومات والجزاءات التي يوقعها عليهم بذنب وبدون ذنب، وهو يسعى أيضا إلى إحكام السيطرة على المديريات والمدارس، رغم ما تحظى به تلك الجهات من استقلالية بحكم قوانين اللامركزية المطبقة في التربية والتعليم منذ عام 2005.

ومن الإجراءات التي يسعى إلى تطبيقها رئيس الإدارة المركزية للأمن بالتعاون مع المستشارة الإعلامية، رفض دخول أي صحفي إلى أي مدرسة قبل أن يجري عليه تحريات أمنية، وبعدها يعطي له الإذن بالدخول أم لأ، ومن ذلك ما بدر منه مع أحد الزملاء الصحفيين الذي طلب إذن بتصوير التغذية المدرسية داخل إحدى المدارس، فطلب منه أن يتقدم بطلب لإدارة الأمن بالوزارة، وينتظر لحين انتهاء الإجراءات الأمنية حوله، وهو الإجراء الذي رفضه الزميل الصحفي بشدة.

نسرين حلمي.. "المكرونة" تكسب

ومن الوافدين إلى ديوان عام الوزارة من الخارج، الدكتورة نسرين حلمي المنتدبة من كلية التربية بجامعة حلوان، والتي اشتهرت بين موظفي الديوان بالدكتورة نسرين "مكرونة" نسبة إلى مهرجان المكرونة الذي وصفه المعلمون وقيادات المديريات بأنه مشروع لا طائل من ورائه، رغم أنه أنفق عليه نحو 90 ألف جنيه.

وترددت أنباء أن الدكتورة نسرين حلمي هي من جيران المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، حيث تقيم في الطابق الأسفل منه في برج الدبلوماسيين بالمقاولين العرب في منطقة المعادي بالقاهرة، وهي تحصل على مبالغ طائلة في هيئة بدلات وتنقلات ومكافآت، وقد أثارت الدكتورة نسرين حلمي العديد من المشكلات مع بعض مستشاري المواد بالوزارة، نظرا لتعاملها بتعالٍ مع البعض، وقد قالت لبعضهم في أحد اجتماعاتها "اللي مش هيشتغل.. بالجزمة"، وهو ما اعتبروه من حضروا الاجتماع إهانة لهم.

نبيل عامر "الحاكم بأمره"

وتتسع قائمة مراكز القوى بديوان عام الوزارة لتشمل اللواء نبيل عام مستشار وزير التربية والتعليم لتنمية الموارد، ويصفه موظفو الوزارة بأنه "من يدير الوزارة فعليا"؛ فمقترحات وقرارات اللواء نبيل عامر لا ترد.

وتسبب اللواء نبيل عامر في حالة الفوضى التي تعاني منها الوزارة حاليا في مسابقة الـ30 ألف معلم وأخصائي مساعد، لأنه رفض من البداية أن تحدد الوزارة التخصصات المطلوبة، وأعداد المعلمين الذين سيتم قبولهم في كل مديرية، وأصر على أن يكون إعلان المسابقة مفتوحا، وبعدها تختار الوزارة ما تحتاجه، وهو ما جعل الوزارة تواجه مأزقا حاليا، خاصة مع قرب انتهاء اختبارات التخصص.

وتشير المؤشرات إلى أنه وفقا للاشتراطات التي وضعها اللواء نبيل عامر الذي ينفرد بالقرار دون إشراك أعضاء اللجنة المشكلة لإدارة مسابقة الـ 30 ألف معلم؛ فإن الوزارة ستواجه مشكلة كبيرة مع الذين يحق لهم التعيين، والذين قد يتجاوز عددهم الـ 200 ألفا، في حين أن المسابقة المعلنة لتعيين 30 ألفا فقط.


إغلاق التحقيقات في فضيحة "التابلت"

واللواء نبيل عامر، هو المسئول عن تجربة التابلت في المدارس، وهي التجربة التي ثبت فشلها، وأنفقت عليها الوزارة الملايين، وانتهى الملف إلى النيابة الإدارية للتحقيق في اتهامات إهدار المال العام في صفقة التابلت.

ومن دلائل سطوة نبيل عامر في الوزارة أن وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر سحب تأشيرته بأخذ إفادة اللواء نبيل عامر حول صفقة التابلت في التحقيقات التي فتحها مكتب متابعة الوزير حول القضية، ولكن عامر رفض التحقيق معه، فما كان من وزير التربية والتعليم إلا أن سحب تأشيرته وأصدر تعليماته بإغلاق التحقيق الذي تجريه الوزارة في القضية.

القرية الكونية

ومن الإجراءات التي اتخذها اللواء نبيل عامر، وأثارت ردود فعل غاضبة داخل الديوان العام، قيامه بتأجير القرية الكونية التابعة للوزارة إلى المطرب الشعبى طارق عبد الحليم، لتصوير فيديو كليب بعنوان "الفراولة" وذلك نظير 13 ألف جنيه، وقد استغرق التصوير ثلاثة أيام، وهو الكليب الذي أثار غضب العاملين بالوزارة؛ لأنه يتضمن العديد من المناظر الخارجة، رغم أن القرية الكونية معدة أساسا لتكون مكانا تربويا ترفيهيا لطلاب المدارس، ومع ذلك حددت الوزارة 100 جنيه ثمنا لتذكرة الدخول عن التلميذ الواحد، ما جعل زيارة تلك القرية تقتصر فقط على طلاب المدارس الدولية.

الجريدة الرسمية