رئيس التحرير
عصام كامل

وزير خارجية إسبانيا يُعزي السيسي في «ضحايا العريش».. الرئيس: نتمنى دعم مدريد لنا في المحافل الأوربية وحضورها مؤتمر «القمة الاقتصادية».. ويُجدد تعهده: الانتخابات البرلمانية في مارس


التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، خوسيه مانويل جارثيا مارجايو، وزير الخارجية، والتعاون بإسبانيا، وبرفقته نائب وزير الخارجية لشئون أفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط، وسفير إسبانيا بالقاهرة، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلًا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


إسبانيا ضد الإرهاب
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن وزير الخارجية الإسباني نقل للرئيس في بداية اللقاء تعازي بلاده في استشهاد ضابط ومجند إثر الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء أمس، مؤكدًا وقوف إسبانيا إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب.

كما وجه الشكر لمصر على مساندتها لترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، معربًا عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة لا سيما عقب انضمام إسبانيا إلى مجلس الأمن اعتبارًا من أول يناير 2015، وفي ضوء دور مصر كدولة محورية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب المتوسط.

تطورات الأوضاع المصرية
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد متانة العلاقات بين البلدين والأهمية التي توليها مصر لزيادة التنسيق والتواصل بينهما.

موقف إسبانيا
كما استعرض الرئيس أهم تطورات الوضع الداخلي في مصر، مشيرًا إلى قرب إتمام الخطوة الأخيرة من خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل، معربًا عن تطلعه لاستمرار موقف إسبانيا المتفهم للتطورات التي تشهدها مصر والداعم لها في المحافل الأوربية، وأن تأخذ إسبانيا في الاعتبار التحديات الأمنية التي تهدد أمن مصر القومي، وذلك عند تناول المؤسسات الأوربية والدولية للتطورات على الساحة الداخلية في مصر، ارتباطًا بثقته في قدرة إسبانيا، كإحدى دول إقليم المتوسط، على استيعاب حقيقة ما شهدته مصر من تفاعلات خلال السنوات الأربع الماضية.

تشجيع الاستثمار
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد الرئيس حرص مصر على دعم علاقات التعاون بين البلدين، مُشددًا على توجه الحكومة المصرية نحو تسوية المشكلات التي تواجه بعض الشركات الإسبانية العاملة في مصر، وسعينا إلى إيجاد حلول ودية للمنازعات التي ثارت، مُبرزًا جدية مصر في التعامل مع تلك القضية، وبما ينعكس بالإيجاب على صورة مصر أمام المستثمرين الأجانب، ويصب في مصلحة مناخ الاستثمار الأجنبي في البلاد.

كما وجه الرئيس مجددًا الدعوة للجانب الإسباني لبحث فرص الاستثمار المُتاحة في مصر، معربًا عن ترحيب مصر بكافة الشركات الإسبانية الراغبة في الاستثمار والتواجد داخل السوق المصرية. ووجه كذلك السيد الرئيس الدعوة للحكومة الإسبانية لحضور المؤتمر الاقتصادى المقرر عقده في شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل.

دعم إسبانيا لمصر
من جانبه، أعرب الوزير الإسباني عن دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية بالبلاد، مؤكدًا حرص إسبانيا على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية في مؤتمر شرم الشيخ المقبل.

الأزمة الليبية
من ناحية أخرى، بحث الرئيس مع وزير الخارجية الإسباني التطورات الخاصة ببعض القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها الأزمة الليبية، حيث توافق الجانبان على ضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في ليبيا.

وأكد الرئيس على ضرورة تحديد أفق زمنى والإسراع في التوصل إلى الحل السياسي دون محاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح من جانب أي طرف، موضحًا أن التأخر من جانب المجتمع الدولى سيؤدى إلى انتشار التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.

كما أعرب الرئيس عن أهمية دعم مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الليبي، وشدد سيادته على ضرورة وقف تدفق السلاح والمقاتلين إلى الأراضى الليبية، بما يهدد استقرار الإقليم بكامله.

الأزمة السورية
ناقش أيضًا الرئيس مع الوزير الإسباني التطورات المتعلقة بسوريا، حيث أوضح الرئيس خطورة استمرار الأوضاع السورية بصورتها الراهنة، مشيرًا إلى التأثيرات السلبية للتدخلات الإقليمية والدولية على هذا الملف، مبرزًا أن الموقف المصرى يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسي سلمي في سوريا يراعي مصالح الشعب السورى ويُنهى المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون السوريون منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات.

كما أبدى الرئيس استعداد مصر للعب دور إيجابي وبنّاء من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، منوهًا بالمصداقية والقبول اللذين تتمتع بهما مصر لدى مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة السورية.

القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، استعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الصدد واتصالاتها المكثفة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحًا حرصنا على التوصل إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مع استعداد مصر للمساهمة في ضمان تحقيق هذه الأهداف.

التعاون الأورومتوسطي

كما تطرق الجانبان أيضًا إلى عدد من القضايا أخرى، من بينها التعاون الأورومتوسطى اتصالًا بأهمية دور مصر في حوض المتوسط، وكذا العلاقات الوثيقة التي تربط بين إسبانيا ودول جنوب المتوسط. كما أعرب الرئيس عن تطلعنا لدعم إسبانيا للترشيح المصرى لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن للفترة (2016- 2017).

دعوة السيسي لزيارة إسبانيا
وفى ختام اللقاء، نقل وزير الخارجية "مارجايو" الرئيس الدعوة الموجهة له من العاهل الإسباني الملك فيليبي لزيارة بلاده، وهو ما رحب به الرئيس، مؤكدا متانة العلاقات بين البلدين والعمل على تعزيزها خلال الفترة المقبلة.
الجريدة الرسمية