رئيس التحرير
عصام كامل

عمر الخيام.. عالم وفيلسوف أوقعته رباعياته في شبهة الإلحاد

عمر الخيام
عمر الخيام

اشتهر في العالم العربي برباعياته التي تغنت بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم، "رباعيات الخيام" التي ترجمها عنه الشاعر أحمد رامي، ومن خلالها عُرف "عمر الخيام" واشتُهر في مصر والوطن العربي، ولكن تلك الرباعيات التي أدت لشهرته هي نفسها كانت السبب في اتهامه بالإلحاد.


كان الخيام يتغنى في أوقات فراغه بهذه الرباعيات، وهى مقطوعات شعرية مكونة من أربعة أبيات يكون الشطر الثالث فيها مطلقا بينما الثلاثة الأخرى مقيدة، وقد نشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن، ولكنها أثارت حوله الكثير من الشبهات والاتهامات بالإلحاد، لأن البعض رأى أن بها دعوة للمجون والانحلال، وهناك من فسر ذلك بكثرة الترجمات التي مرت بها الرباعيات حتى وصلت إلى هذه الصياغة في النهاية، مؤكدين أنه عاش ومات مسلمًا.

وتصادف اليوم "4 ديسمبر" ذكرى وفاة عمر الخيام الذي ولد عام 1048 في مدينة نيسابور بإيران، واسمه الحقيقي غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام، وعرف بـ"عمر الخيام" نسبة إلى والده الذي لقب بـ"الخيام"، لأنه كان يعمل بصناعة الخيام.

لم يكن الخيام مجرد شاعر، بل كان الخيام فيلسوفا وعالما كبيرا حيث تخصَّص في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ. وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وقد كان الخيام من كبار علماء الرياضة في عصره، حيث اشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان "ملكشاه"، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى اليوم، وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وهو أول من استخدم الكلمة العربية "شيء" التي رسمت في الكتب العلمية البرتغالية (Xay) وما لبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها "x" الذي أصبح رمزًا عالميًا للعدد المجهول، وقد وضع الخيام تقويما سنويًا بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان.

وقد حالف الخيام الحظ الذي وفر له الدخل الوفير، ليتمكن من التفرغ للعلم، ويرجع أصل الحكاية إلى أنه كان يدرس مع صديقين حميمين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يؤاتيه الحظ الآخرَينِ، وهذا ما كان، فلما أصبح صديقه نظام الملك وزيرًا للسلطان ألب أرسلان ثم لحفيده ملكشاه، خُصِّصَت له مائتان وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام، من خزينة نيسابور، فضمن له العيش في رفاهية، ما ساعده على التفرغ للبحث والدراسة، وكان صديقهم الثالث هو الشاعر حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشين، وهي طائفة إسماعيلية نزارية.

عاش الخيام معظم حياته في نيسابور وسمرقند، وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخارى وبلخ وأصفهان؛ رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء.

ومن مؤلفات الخيام بالعربية "شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس"، "الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية"، "رسالة في الموسيقى".

الجريدة الرسمية