رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء بين المشلول والمجهول!!


أثار الأمر انتباهى عندما كنت متجهًا إلى مدينة سانت كاترين مارًا بمدينة دهب فى إحدى جولاتنا المعتادة مع المحافظ لتفقد آثار أحد السيول الذى ضرب جنوب سيناء وأدى إلى تدمير ما يقرب من 22 كم متر طولى بطريق شرم الشيخ دهب ، وحيث إن الطريق طويل وممل جدًا ولم ألحظ مرور سيارات تتخطانا أو فى مقابلنا ولعل مشاهدتى المستمرة لأفلام الرعب والأكشن الأمريكانى قد أثرت على أفكارى، فأخذت أشغل نفسى بالتحدث مع بعض الأصدقاء عبر الهاتف المحمول، الذى فجأة تحول إلى هاتف مشلول فانقطعت منه الشبكات الثلاث فلا اتصال ولا استقبال ولا حتى رسالة مملة من التى اعتدت عليها، وأصبح جسدًا بلا روح ومرت بى أوقات من الكآبة فلو نزل علينا سيل مثلًا أو تعرضنا أو غيرنا لحادث أو عطل مفاجئ بالسيارة ، فماذا سنفعل ؟ هل عجزنا حكومة ومستثمرين ورجال أعمال على أن نحيى طريقًا سياحيًا ومهمًا كهذا بشبكة محمول لإحدى الشركات أو حتى محطات خدمة أو كبائن للطوارئ مثلًا، تخيلوا كنت ألعب سباق السيارات على موبايلى المشلول بفعل فاعل لأتخلص من الأفكار المرعبة ولاحظت أن اللعبة على جانبى الطريق فيها أشجار ولافتات مضيئة وإعلانات جميلة، كل ذلك خلال لعبة بسيطة على الموبايل، فما بالك بطريق سياحى دولى لم يشغل بال الذين يتحدثون ليل نهار عن تعمير سيناء لا يستطيعون تعمير طريق واحد ببث الروح فيه، وجعلوا كل من يسير عليه بين حالتين لا ثالث لهما بين جهازه المشلول ومصيره المجهول ، فهل هذه الحالة ستكون معبرة عن سيناء فتبقى بين فكر مشلول ومستقبل مجهول، أعتقد أن الفكر المشلول هو الذى يضع المشكلات والعقبات ويضيع وقتنا فى الحديث لقد سئمت كل مسئول أو من يجعل من نفسه خبيرًا ويتحدث عن تنمية سيناء ويذكر احتياجنا لمليارات وعشرات الخطط وآلاف من العمال وكأن التنمية برج أو مول سيتم بناؤه ولكن التنمية الحقيقية بالأفكار أولا وبالبداية لا بوضع حجر أساس فى أرض جرداء ولكن بوضع فكرة بشرية تقوم بتطويرها الأجيال المتعاقبة.


إن التنمية المطلوبة هى البداية والنية الحقيقية وهى ليست مسئوليتنا وحدنا ولكنها عملية مستمرة تتوارثها الأجيال.

الجريدة الرسمية