رئيس التحرير
عصام كامل

السينما تحارب الإيدز.. "الحب في طابا" كشف هلع المريض من خلال الموسيقى التصويرية.. "ديسكو ديسكو" ناقش انتقال العدوى لمثليي الجنس.. و"أسماء" قدم تجربة مختلفة بالاقتراب من المريض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

اهتمت السينما المصرية بمناقشة مرض نقص المناعة "الإيدز"، وقدم المبدعون تجاربًا هامة ناقشت المرض من وجهات نظر مختلفة، فما بين التخويف والترهيب من المرض، والتأكيد على فكرة الوصم الاجتماعي في فيلم "الحب في طابا"، وما بين الدفاع عن مريض الإيدز وتحسين صورته في فيلم "أسماء"، كان مشوار السينما مع المرض.

وتخلل هذا المشوار أعمال أخرى سلطت الضوء على المرض، وقدمت نماذج مختلفة لصورة مريض الإيدز، ونسلط الضوء على أبرز الأعمال السينمائية التي اهتمت بالإيدز.

الحب في طابا
قدم فيلم "الحب في طابا"، نموذجًا لفكرة الهلع والرعب التي تصيب مريض الإيدز نتيجة ترسخ فكرة النفور الاجتماعي منه؛ نتيجة الاقتناع الراسخ لدى المجتمع بأن الإيدز ينتج عن العلاقات الجنسية غير السوية، وعكست الموسيقى التصويرية للفيلم هذه الحالة من الرعب والخوف.

والفيلم أنتج عام 1992، وتدور قصته حول ثلاثة أصدقاء سافروا إلى مدينة طابا، والتقوا بثلاث سائحات، ومارسوا معهم الجنس، ثم تفاجأوا بإصابتهم بالإيدز مما أدى إلى انهيارهم، وعند عودتهم إلى القاهرة اجتمعوا في مكان واحد بعيدا عن ذويهم، واضطروا في النهاية إلى الذهاب لتسليم أنفسهم لأحد المستشفيات لإجراء التحاليل اللازمة.

ديسكو ديسكو
وناقش فيلم "ديسكو ديسكو" الذي أنتج عام 1993، سبب انتقال العدوى في مشهد لم يتجاوز الدقائق، عندما قرر عبد الله محمود في الفيلم أن يتبرع بالدم لوالده فاكتشف إصابته بالفيروس، وكان على علاقة جنسية بشاب من طلاب المدرسة يدعى "جاكوب"، فخرج المشاهد من الفيلم ويتذكر المشهد جيدا وقد ترسخ في ذهنه أن سبب انتقال العدوى هو المثلية الجنسية.

ولم يحاول الفيلم أن يتطرق إلى الأسباب الأخرى لانتقال المرض، أو يقدم طرقا للوقاية وتحسين صورة المريض.

أسماء
ويعتبر فيلم "أسماء" الوحيد الذي ركز على الجوانب الإنسانية لمرضى الإيدز، وأجمع النقاد وجمعيات حقوق الإنسان وقت عرض الفيلم، على أنه تناول المرض بشكل مختلف وجديد، فقد قدمت البطلة "أسماء" صورة واقعية لمريض الإيدز من خلال ما يمر به من إحباط وأمل وخوف ومشاعر مختلفة.

وحاول الفيلم أن يكسب تعاطف المشاهدين مع المريض، ويكسر حاجز الرعب الذي تكون عند الكثيرين من المريض وحالة النفور منه، وأن يغير ما طبعته السينما في أذهان المشاهدين عن المصابين به، وحصر أسباب الإصابة في العلاقات الجنسية فقط.
الجريدة الرسمية