فليس بقرار تحل كل الأمور
اليوم ليس هناك وقت للنقد ففى وقت الحروب يجب على الكل أن يعمل في صمت فالمريض كل ما يجب فعله هو أخذ الدواء لمحاربة الداء الذي يسرى في جسده أولا ويتوقف عن التفكير في كل الأمور التي تحتاج قواه الجسدية ويرجئها حتى يتعافى ويستعيد صحته البدنية من جديد.
فردًا على الكاتب الكبير وحيد حامد في حديثه في المصرى اليوم عدد الجمعة بتاريخ 21-11-2014 الصفحة التاسعة حينما قال "إذا كانت التركة ثقيلة على السيسي فليتركها" منتقدًا الفساد في كل الوزارات ويريد أن يصدر الرئيس قرارًا بالاستغناء على العمالة الزائدة في القطاع الحكومى ويتحدث عن انضباط الشارع المصرى وبرغم كل ما يفعله رجال الشرطة والجيش يصفهم بالعجزة والفشلة لعدم انضباط الشارع المصرى وعشوائية الباعة الجائلين"
أنا لم يعجبنى حديث الأستاذ وحيد برغم ما أكنه له من احترام وتقدير فإذا فرض يا أستاذ وحيد أن أصدر الرئيس قرارا بالاستغناء عن العمالة الزائدة هذا إذا لم يحدث ظلم عن من يتم الاستغناء عنه وما هى المقاييس التي يتم على أساسها الاستغناء هل تعرف حجم الأعداد والأسر التي ستشرد؟ وهل سيترك المتربصون بمصر هذه الفرصة لاستغلالها في صالحهم وتحريض هؤلاء المستغنى عنهم بالتظاهر في الميادين وحدوث الفوضى.
فليس بقرار تحل كل الأمور يا أستاذ وحيد، فالقائد يجب أن يضع أمامه كل الاحتمالات والتي على أساسها يختار الحلول وأتعجىب لكل من يرى دمار الدول حولنا والإرهاب المتربص بنا على الحدود والدول التي تمول الإرهاب وتعمل على دمارنا وتقسيمنا وإضعافنا أن يقول ليست هذه الأشياء حججا لعدم إصلاح الدولة كلام غير متعقل كمن يقول لشخص مقيدة يده وأرجله أن ينافس في المارثون وعندما يفوز بالمركز الثالث يعاتبونه على عدم تحقيق الفوز بالمركز الأول ويقولون له لا تتحجج بقيودك.
هذا يذكرنى بعائلة وهبها الله طفلا متوحدا وقد فشل كل المدرسين معه حتى جاء مدرس وضع يده على نقاط مواهب الطفل وبدأ ينميها واستطاع الطفل المتخلف دراسيا أن ينجح ويصبح تلميذا طبيعيا ولكنه ضعيف التحصيل وبعد مجهودات كبيرة من المدرس نسى الأبوان ما صنعه المدرس من أجل ابنهما ونسيا أن ابنهما مصاب بالتوحد واستغنوا عن خدمات المدرس بحجة أن ابنهما لا يتحصل على درجات التفوق في دروسه بعد انتقاد المدرس في كل مرة يأتى فيها للطفل حتى أصاب المدرس الإحباط وترك الطفل عن مضض.
فكذلك وحيد حامد يريد من الإعلام أن ينتقد النظام ويقول إن الذين لا يصفقون للنظام من الإعلاميين يتم وصمهم بأنهم من الإخوان أو طابور خامس.
يا أستاذ وحيد نحن أي المصريين نعلم جيدا أن هناك فسادا إداريا وفى كل المجالات ولكن ليس هذا وقت النقد الهادم وكل من ينقد يجب أن يضع فكرة بديلة لما هم قائم وقابليتها للتنفيذ بالفعل وليست مجرد خيال أو نقل حالة من الخارج يريد تطبيقها كما هى في مصر وإن كنت تنعت الإعلاميين بالتطبيل للنظام فأنا مع التطبيل للجيش والشرطة لتشجيعهم في حربهم ضد الإرهاب وعندما يتعافى جسد الوطن العربى مما أصابه من إرهاب ودمار حينئذ نجلس ونهدم ونعيد البناء كما نشاء.
ألم يشغل بالك مظاهرات الإخوان التي يخططون لها يوم 28 الشهر الحالى والإرهاب الواقف على حدودنا وكل هذا الدمار وتنظر للعشوائيات..فليس هذا هو الوقت المناسب للاحتكاك بالشعب لتغيير العشوئيات المحيطة بنا في كل مكان..لابد أن يسبق هذا تأهيل إعلامي وشعبى لتقبل العشوائيين فكرة هدم العشوائية ويتحملون مسئوليتها مع النظام.
وفقنا الله لما فيه صالح العباد جميعا ولك الله يا مصر.