رئيس التحرير
عصام كامل

الكوارث تتوالى على السوريين.. الوضع المأساوى.. اختفاء المازوت.. ارتفاع الكهرباء.. "البرد" القارس.. والفقراء يدفعون الثمن

كوارث السوريين
كوارث السوريين

مع تصاعد القصف والاشتباكات فى سوريا، وتتابع الأزمات من اختفاء رغيف الخبز وإسطوانات الغاز وتوحش غول الأسعار.. ظهرت معاناة جديدة فى حياة السوريين نتيجة نقص مادة المازوت وعمليات التقنين الكهربائى.. ألا وهو "البرد القارس".


فمنذ بداية شهر نوفمبر الماضى وعلى مدى قرابة الشهرين تراوحت درجة الحرارة فى سوريا بين درجتين وعشر درجات.. وكان الأمر الطبيعى خلال الأعوام السابقة أن يمكث الناس فى بيوتهم أمام التدفئة والتى يطلق عليها هنا "شوفاج".


والشوفاج عبارة عن مدفأة ذات مواصفات خاصة تعمل بالمازوت وقد صممت بجميع المساكن فى سوريا بحيث يكون بكل غرفة فتحة صغيرة فى الحائط توضع بها مدخنة "الشوفاج" فى الشتاء ليخرج منها عادم الآلة.. وخلال الصيف يتم نزع المدخنة وإغلاق الفتحة بشكل مؤقت ببرواز صغير من الزجاج (على شكل شباك صغير جدا).. والعديد من العمارات الكبيرة يكون الشوفاج جزءا من البناية بحيث تضم كل غرفة آلة ويتم توصيلها جميعا بخزان رئيسى للمازوت فى بدروم العمارة.. حيث لكل شقة خزان تتراوح سعته غالبا بين 500 و4000 لتر على حسب مساحة الشقة السكنية، وقليل جدا من السوريين يعتمد على المكيفات فى التدفئة إلا أنها ليست بكفاءة الشوفاج، وناهيك عن أن أسعار الكهرباء فى سوريا مرتفعة جدا.

ويقدر مراقبون تكلفة استهلاك مادة المازوت لأغراض التدفئة فى المحافظات السورية بأكثر من 5ر1 مليار ليرة سورية إضافة إلى استهلاك الكهرباء للغرض نفسه الذى قد يصل إلى نحو 250 مليونا.


ويرى محلل اقتصادى سورى أن حساب ما يدفعه المستهلك فى سوريا من تكاليف خلال فصل الشتاء يصعب حصره سوى بأرقام تقديرية وذلك بسبب تبدل الأسعار باستمرار إضافة إلى الطرق الأخرى التى بدأ يلجأ إليها للحصول على التدفئة.

فيما يشير صاحب محل لبيع أدوات التدفئة إلى أن أسعارها ارتفعت للموسم الجارى نتيجة جملة من العوامل المتداخلة منها زيادة الطلب فى المقدمة، إضافة لارتفاع أسعار العملات الصعبة حيث إن أغلب هذه الأدوات تعتمد على المواد الأولية المستوردة من الخارج.

لافتا إلى أن مبيعاته ارتفعت خلال الشهرين الماضيين بالمقارنة مع العام الماضى بنسبة 200% تركزت أغلبيتها فى اتجاه بيع الأدوات المعتمدة على الطاقة الكهربائية.


ويقول المواطن خالد (35 سنة من سكان دمشق) "إنه على مدى الشهور الثلاثة الماضية يظل يبحث عن المازوت دون جدوى وقام بتسجيل اسمه أكثر من مرة فى المراكز المتخصصة لتوزيع المازوت.. ومع قسوة الشتاء اضطر إلى استخدام المدافىء الكهربائية والمكيفات، إلا أنه فوجىء بفاتورة الكهرباء لا قبل له بها حيث إنه معتاد على سداد حوالى 3 آلاف ليرة مقابل الكهرباء كل شهر (حوالى 40 دولارا) وفوجىء بفاتورة الكهرباء تصل قيمتها إلى 25 ألف ليرة (أكثر من 300 دولار).


وأوضح أنه اضطر إلى شراء المازوت من السوق السوداء مقابل 75 ليرة للتر الواحد.. فى حين أن سعره الرسمى 20 ليرة فقط.

من جانبه، يشير المواطن السورى أبو زياد (رب أسرة) إلى أن ارتفاع أسعار ومواد مستلزمات التدفئة بدا لافتا ومقلقا للأسر عموما، مبينا أن تكاليف التدفئة امتصت من دخل الأسرة أكثر 50% متضمنة شراء المازوت والاستهلاك الكهربائى الزائد إضافة إلى شراء ملبوسات جديدة والتى شهدت هى الأخرى ارتفاعا فى أسعارها.

الجريدة الرسمية