تحية أهل الجنة، تعرف على أهمية السلام وهدفه في الإسلام
السلام في الإسلام، أن السلام شعار المسلمين في كل مكان، ويتصفون ويتشبثون به، ويدافعون عنه، انطلاقا من عقيدتهم التي تؤصل السلم والمسالمة سيرا على نهج النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حياته كلها يدعو إليه، ويحث المسلمين على التماسه، والتشبث به بشتى الوسائل، باعتباره في شريعتنا مبدأ وغاية.
مفهوم السلام
إن الإسلام بمدلول معناه السلام، مشتقٌّ من صفة الله واسمه الكريم السلام، بصريح القرآن (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ)[الحشر 23].
وقيل: "السلام والسلامة: البراءة، وتسلَّم منه: تَبَرَّأ.. مصداقا لقوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)[الفرقان: 63]؛ أي: تسلُّمًا وبراءةً، لا خيرَ بيننا وبينكم ولا شرَّ.
ويقولون: سلام عليكم؛ فكأنَّه علامةُ المسالمةِ، وأنه لا حرب هنالك.. وقيل: (قَالُوا سَلَامًا)؛ أي: سدادًا من القول وقَصْدًا، لا لغو فيه.
وأيضا قوله -عز وجل-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ)[القدر: 5]؛ أي: لا داء فيها، ولا يستطيع الشيطانُ أَن يصنعَ فيها شيئًا. وقد يجوز أن يكون (السلام) جمع: سلامة، والسلام: التحيَّة، ومنه قوله: (دَعْوَاهُم فِيْهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَتَحِيَّتُهُم فِيْهَا سَلَامٌ)[يونس:10]".
السلام هدف الإسلام
أولا: جعل الله تعالى السلام هدف الإسلام وغايته في الأرض، مصداقا لقوله -تعالى-: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ)[الْأَنْعَامِ: 127]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[يونس 25]، وقال تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ)[هود: 48].
ثانيا: جعل تحية أهل الجنة السلام، مصداقا لقوله -تعالى-: (خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)[إبراهيم: 23].
ثالثا: أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- جاء برسالة السلام من عند الله السلام، فدعا لإفشاء السلام بين الناس جميعا، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس أفشوا السلام".
السلام في القرآن الكريم
أن القرآن الكريم يدعو إلى السلامِ في الدرجة الأولى، ويحثُّ عليه، ويرغب فيه. مصداقا لقوله -تعالى-: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ)[الأنفال:61]. أي: إنْ مالوا إلى المسالَمَة والمصالحة والمهادنة؛ فَمِلْ إلى ذلك، واقْبَلْهُ منهم.
وقوله -تعالى-: (وَلَا تَقُولُوا لِمَن أَلْقَى إِلَيكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا)[النساء: 94]، فقد فُسِّر معنى (السلام) فيها بـ(السَّلَم)؛ أي: بالمسالمة التي هي ضد الحرب. ويدل على ذلك قوله: (أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ)، ولم يقل: (عَلَيكُم)، فدلَّ على أن المقصود به: ترك القتال
السلام في السنة النبوية
جاءت دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إلى السلام، فلم يكن نَبِيُّنا -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الحرب، ولا إلى المخاصَمة، والتنازُع، ولا إلى التشاجر، بل يدعو إلى السلام، ويهدي الناس إليه ويدلهم عليه. فمن ذلك: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "المسلم أخو المسلم، لا يَظْلِمُه، ولا يُسْلِمُه"(متفق عليه).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَحاسدوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بيعِ بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلمُ أَخو المسلمِ، لا يَظلِمُه، وَلا يَخْذِلُه، ولا يَحْقِرُه، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسبِ امرئ مِنَ الشرِّ أَن يَحقِرَ أَخاهُ المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ: دَمُه، وَمالُه، وعِرْضُه"(رواه مسلم).
وهذا كلُّه يدل على السلام والمسالَمة، والمصالَحة بين الناس. وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "من أَصبحَ آمنًا في سِرْبِه، معافًى في جَسدِه، عنده قوتُ يومِه؛ فكأنما حيزت له الدُّنيا"(رواه الترمذي). دلالة واضحة على الإنسان لا يكون سعيدًا في هذه الدنيا إلا بالسلام.
أهمية السلام في الإسلام
1.أن السلام مشتَقٌّ من الإسلام: مصداقا لقوله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 112]. وقال تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ...)[المائدة: 15-16].
2.السلام تحية المؤمنين: تحقيقًا لتطبيق وتمكين السلام في عقيدة المسلم بمدلوله اللغوي والاصطلاحي، أمَر الله المؤمنين بأن يتخذوه تحيتهم عند لقائهم ببعضهم، وعند فراقهم، مصداقا لقوله تعالى: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 44]. ثم قال: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[النور: 61].
3.الجنة دار السلام وتحية أهل الجنة السلام: الجنة هي دار السلام ليس فيها بغص ولا حسد ولا فيها خوف ولا فيها منازعة ولا فيها حروب ولا فيها شيء من هذا كله، مصداقا لقوله تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 25ـ26].
وتأكيدًا لتحقيق مبدأ السلام في الأرض بين الناس، فقد كافأ اللهُ الساعينَ فيه والمطبِّقين له عمليًّا بالجنة، وجعل تحيتهم سلامًا، مصداقا لقوله -تعالى -: (وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)[الأعراف: 46]. وقال تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)[إبراهيم 23]، وقال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ)[النحل: 32].
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.