لا نتنفس الهواء.. ولا نشرب الماء
يبدو أننا نهتم باستهلاك الموارد القليلة أكثر مما نستهلك المتاح منها بكثرة وونرغب فيما ندفع فيه الكثير أكثر مما هو بالمجان.. ونهتم بمن غاب عنا ونهمل الموجود.. هكذا الإنسان لا يعرف قيمة ما معه حتى يفقده وحينها فقط يشعر بالثمن.
كلما كانت الموارد أساسيه لحياة الإنسان نجد أن الله جعلها متاحة للجميع حتى لا يتحكم فيها أحد لتبقى الحياة وتستمر، والسؤال هنا هل نكتفى بما هو متاح لنا.. أو لأنه متاح فلا نشعر بأن له قيمة.
بالنظر إلى استهلاك الماء والهواء للإنسان نجده في أدنى مستوياته فحين يكون المطلوب للجسم يوميًا 15 كوبًا من الماء تجد أنك في الواقع قد تستهلك كوبًا واحدًا أو لا تستهلك ذلك من الأساس وهذا له أسوأ الأثر على الجسم.
لا شك أن ندرة الماء في الجسم يكن لها الأثر البالغ فيه من ناحية التأثير فى الكليتين وفى زيادة الضغط الأسموزي في الخلايا، وعليه يرتفع ضغط الدم وتزداد لزوجته، وهو سبب عدم القدرة على التفكير واختلال الغدد، مما ينطوي في النهاية على خلل في كل وظائف الجسم.
وإذا نظرنا للهواء فالمستهلك منه نحو 30%، مما يمكن أن يحتويه الصدر من حجم قدر له وفي أوقات الخوف والقلق والترقب تصل النسبة إلى 15%، ونظرًا لأن الهواء ليس نقيًا وبه ما يلوثه تبعًا لمناطق الازدحام أو عوادم السيارات أو ما شابه ذلك.. لذلك فالمستفاد منه سيكون أقل من هذه النسب بكثير.
أي أننا لا نهتم حتى بما هو متاح من الهواء والذي هو أساس تنقية للدم وسبب لحصد النفايات منه وخروجها من الجسم وهو أساس وظيفة القلب لبقاء الحياه لجسم الإنسان فوظيفته أن يعيد ضخ الدماء للخلايا بعد تنقيتها نظيفة ولكننا للأسف نسينا ذلك ولا نهتم بتوفير أسباب الحياة لأنفسنا.
وفى الواقع أيضًا لا نفكر حتى ما هي أسباب أكثر الأمراض التي تحيط بنا ونعالج الآثار دائمًا ولا نعالج المسببات.. من الآن فصاعدا سنتذكر أن للجسم قدرًا من الهواء وقدرًا من الماء.. ولن ننسى أنهما أساس الحياة.