في الذكرى الـ 44 على رحيل "شارل ديجول".. أبرز مواقف الرئيس الفرنسي الأسبق.. رفض إمداد إسرائيل بالسلاح في حرب1967.. عارض اتفاقية الهدنة مع النازيين.. رفض اعتقال "سارتر".. ونجا من محاولة اغتيال عام 1962
في مثل هذا اليوم، رحل عن عالمنا الأب الروحي للجمهورية الفرنسة الخامسة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول؛ حيث يرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إلى الجنرال ديجول في استقلال بلادهم من الجيوش النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ لم يتوقف وهو في لندن من إطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة.
ومن أشهر نداءاته: "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب، وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره"، ولديجول العديد من المواقف التي جعلته يكتسب ثقة واحترام داخل العالم العربي، لا تقل عن شعبيته التي حاز عليها داخل المجتمع الفرنسي.
الشعب اليهودي متغطرس
ومن بين هذه المواقف، موقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، وهو موقف شديد التفرد ويستحق وقفة، حيث كان يعتقد أن «الشعب اليهودي متغطرس ومغرور»، وهي أوصاف أطلقها في مؤتمر صحفي شهير.
الشعب اليهودي متغطرس
ومن بين هذه المواقف، موقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، وهو موقف شديد التفرد ويستحق وقفة، حيث كان يعتقد أن «الشعب اليهودي متغطرس ومغرور»، وهي أوصاف أطلقها في مؤتمر صحفي شهير.
وكان ديجول يعتقد أن إذلال شعب لشعب آخر هو الباب المفتوح لحروب دائمة، وأن الانتصار الساحق للخصم هو أول معاول الهدم في وجوده.
نموذج للعسكري الصارم
ومن هنا جاء تحذير الجنرال عشية حرب يونيو 1967، من أن فرنسا ستمنع السلاح عن البادئ بالعدوان، وأنها ستتخذ إجراءات ضده في المحافل الدولية.
نموذج للعسكري الصارم
ومن هنا جاء تحذير الجنرال عشية حرب يونيو 1967، من أن فرنسا ستمنع السلاح عن البادئ بالعدوان، وأنها ستتخذ إجراءات ضده في المحافل الدولية.
ومن هنا كان العداء التاريخي بين إسرائيل وديجول، الذي ما زال يعتبر حتى اليوم الشخصية المحبوبة رقم واحد للفرنسيين، ومازال يعتبر حتى اليوم نموذجًا للعسكري الصارم بل المتجهم، بل ربما لا توجد صورة واحدة له مبتسمًا، ومازالت أوربا كلها تعتبر الجنرال ديجول واحدًا من الآباء المؤسسين للديمقراطيات الحديثة فيها.
مجموعة فرنسا أفريقيا
وفي 24 أغسطس 1958، أطلق الجنرال شارل ديجول خلال زيارته إلى الكونغو (برازافيل)، عملية إزالة الاستعمار ومنح الاستقلال لدول أفريقيا عبر تأسيس "مجموعة فرنسا – أفريقيا".
وبعد ما يقرب من سنتين، وفي خضم الأزمة الجزائرية تنال الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية استقلالها، وكان من نتائج ذلك، وصوله إلى السلطة بدعم مؤيدي "الجزائر فرنسية"؛ فهو من وضع حدًا لحرب الجزائر وكرس استقلالها بعد توقيع معاهدات إيفيان في مارس 1962.
وقد أشعلت هذه السياسة كراهية معارضي الجنرال الذين نظموا انقلابا عسكريا فاشلا، وقيام منظمة مسلحة سرية بعمليات إرهابية، وقد نجا الجنرال من محاولة اغتيال عام 1962.
الهدنة مع النازيين
ومن المواقف التي تحسب لديجول، معارضته لاتفاقية الهدنة التي وقعها المارشال بيتان مع النازيين، ورحل الجنرال شارل ديجول إلى لندن ومنها وجه نداءه الإذاعي الشهير للفرنسيين في 18 يونيو 1940 يدعوهم فيه إلى مواصلة المعركة، ويعتبر هذا الخطاب المؤسس للمقاومة الفرنسية الداخلية والخارجية التي تتمثل في قوات فرنسا الحرة، ولا يزال هو رمز هذه المقاومة.
الفيلسوف سارتر
ومن مواقفه التي تدل على ذكائه وعبقريته السياسية، ما قاله عندما اقترح بعض مستشاريّه اعتقال الفيلسوف والمفكر الوجودي جان بول سارتر؛ واتهموه بأنه كان يحرّض الطلاب وطبقات العمال على التظاهرات لإحداث قلاقل؛ فما كان من ديجول إلا أن رفض مبدأ اعتقال سارتر مترجمًا ذلك بسرعة بديهة وببلاغة عميقة المعنى والدلالة، منتقدًا وساخرًا من غباء مستشاري، قائلًا: "إنكم بصنيع كهذا كما لو تريدونني أن أعتقل فرنسا بكاملها".
رجل الجيش
ويرى محبو ديجول، عظمته في كونه رجل الجيش الذي أخذ على عاتقه ما يطلق عليه أعداؤه «قصقصة أجنحة الديك الفرنسي دون أن يتألم» ودون أن يفقد القدرة على السير، حتى إن أفقده ذلك القدرة على الطيران، وهكذا راحت فرنسا رويدًا إما أن ترحل من مستعمراتها القديمة بعد بزوغ أفكار التحرر الوطني والكفاح المسلح طواعية كما حدث في المغرب وتونس، وإما بحروب مدمرة كما حدث في فيتنام في معركة ديان بيان فو، أو في حرب الجزائر الشهيرة، التي أظهر فيها ديجول شجاعة وقوة شخصيته.