رئيس التحرير
عصام كامل

عم جوهـــــــــر.. إحنا بتوع الأتوبيس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يبدأ يومه الساعة الثالثة صباحا حيث يكون في انتظار أتوبيس هيئة النقل العام لينقله إلى الجراج الذي تبدأ منه رحلته فهناك يستقل كل سائق الاتوبيس الخاص به ويفحصه قبل أن يتحرك حتى لايتعطل منه أثناء العمل.


يركن عم «جوهر» الذي يبلغ عمره 55 عاما الاتوبيس في المحطة وينزل لناظرها ويبدأ الركاب في الصعود وبعد دقائق يصعد عم جوهر الاتوبيس ويخرج من المحطة لكى يبدأ خط سيره المعتاد عليه كل يوم، من موقف عبد المنعم رياض بوسط القاهرة حتى زهراء العاشر، وفى الطريق يسأله أحد المارة بالشارع: «مصطفى النحاس يا أسطى « يرد عليه لا، السيارات واقفة في خشوع والطريق مزدحم يصعد راكب آخر سائلا: « غمرة يا أسطى ؟» يرد أيوه، أحد الركاب للسائق «: خد شمالك يا أسطى كل ده واقف».
« عباسية.. عباسية».. هكذا سال أحد المارة سائق الأتوبيس، يرد عليه قائلًا: « أسرع»، وبداخل الأتوبيس تتعالى الأصوات والتساؤلات اليومية المتكررة، منها.. بتروح وزارة الصحة يا أسطى؟...

يقف الكمسارى على سلم الاتوبيس والباب مفتوح وبيده التذاكر ينادى: «سابع، عاشر،زهراء «، يغلق السائق بعد ذلك باب الاتوبيس، حيث يبدأ الكمسارى في تحصيل الاجرة من الركاب، وأثناء سير الاتوبيس في الطريق يصعد أحد البائعين للاسترزاق، الاتوبيس مزدحم والسائق مستمر في طريقه لا يدرك من صعد وليس له علاقه بما يحدث خلفه،يحاول البائع ترويج بضاعته من خلال عبارات معينه يقولها منها « قلم بجنيه، قلم اللى عايز قلم النهاردة، قلم المواصلات قلم الهدايا» يمر بين الركاب ببضاعته وينتظر حتى يشترى منه أحد ثم بعد ذلك ينزل من الاتوبيس.
تطلب منه راكبة أن تنزل « هنا لو سمحت يا أسطى « يفتح السائق الباب لها وتنزل وتشكره.

يقضى عم جوهر معظم وقته وراء عجلة االقيادة «، حتى أنه يأكل أثناء عمله على هذا النحو، وأثناء السير يأكل وهو جالس أمام الدريكسون «كشرى أو فول أو جبنة» فلا يستطيع أن يأخذ استراحة في إحدى المحطات ليشرب شايًا أو يأكل إلا وقت إجازات المدارس لكن في الوقت العادى لا يستطيع أن يترك «موقعه» إلا للضرورة القصوى ينهى «عم جوهر» دوراته المقررة عليه في اليوم، وهى 4 دورات، عند الساعة 2 والربع ظهرا، والتي تزيد كل يوم ربع الساعة وبعد ذلك يذهب إلى بيته ليجلس مع اسرته ويتناول غداءه.

عندما سألناه عن راتبه وعما إذا كان يكفيه أم لا رد قائلا: «بأخذ 1250 جنيها شهريا وطبعا المرتب ده مبيكفيش مصاريفى ومصاريف ولادى وكل شهر تحصل المشاكل بس اتعودنا على كده واتعودنا على المشاكل فبقى شىء في دمنا فمفيش حاجة جديدة لكن الواحد بيزوقها شوية شمال شوية يمين وربنا بيسترها وبتمشى « مضيفا أن هناك حوافز كل شهر على حسب الشغل فكلما زاد الايراد، زادت الحوافز.

تحدث عم «جوهر» عن الصعوبات التي تواجهه في مهنته قائلا:» قطع الغيار قليلة وطبعا ده بيتعب العربية وطالما العربية تعبانة السواق بيكون تعبان وروحه في مناخيره من تعب العربية». كما أضاف أن ليس بينه وبين الركاب أي مشاكل غير الأسئلة فالراكب عارف خط سير الاتوبيس وبيسأل وهو طالع ونازل بيسأل بالرغم من وجود اللافتات على زجاج الاتوبيس.

وعندما سألناه عن مطالبه من الحكومة رد بكلمات بسيطة عبر فيها عن مطالبه قائلا:» لازم الحكومة تبصلنا شوية فتوقيت الشغل صعب ولازم يراعوا أن المعاملة مع الجمهور من أصعب ما يكون، ولازم يشوفوا حل في مرتباتنا ووحوافزنا الضعيفة وتهتم بقطع الغيار غير المتوفرة، أيه الفائدة من وجود عربية جديدة بدون قطع غيار

كما ناشد الحكومة أن تنظر لمشكلة يوم السبت القائمة منذ عام 2006 حتى الآن بدون وجود حل جذرى فيها قائلًا: «الدولة كلها بتأخذ يوم السبت عطلة ومن يعمل في هذا اليوم يحسب له اليوم بيومين، لكن المشكلة أن السائقين يعملون يوم السبت كيوم عادى دون زيادة في الاجر فمنهم من رفع قضايا ضد هيئة النقل لكن الهيئة ترفض إعطاءهم مقابلًا لهذا اليوم».
الجريدة الرسمية