جيلي.. وجيل أكتوبر
بالرغم من مرور 41 عامًا على انتصار الكرامة والعزة وعودة الحق لأهله من خلال معركة مازالت تدرس في جميع الأكاديميات العسكرية الكبرى "أكتوبر73"، فإنه لم ترصد حتى الآن الكتب التاريخية والروايات التي سجلها أبطال وكتاب وباحثون كافة وقائع هذا النصر العظيم.
وفى حقيقة الأمر، إن جيل أكتوبر كان أمامهم هدف واحد "الشهادة في سبيل الله" دفاعًا عن العزة والكرامة، وبالرغم من تغير السنين واختلاف الأفكار وتعدد الأجيال على مدى السنوات الماضية، فإنه لم تتغير رسالة أصحاب النصر ممن ظلوا معنا وكأنهم يواصلون البحث عن المكافأة الإلهية.
هذا الجيل علمنا معنى الاحترام والتواضع وأن الحياة لا قيمة لها مادامت في خدمة الوطن دفاعًا عن كل حبة رمل غالية من تراب الوطن، الحرب التي هزت العالم وأكدت على أن المصرى لا يقهر، وأن الجندى الإسرائيلى أضعف مما كان يقال عنه، هذا الجيل يجب أن ينال تكريمًا جديدًا، فالجيل الحالى انقسم وتعددت رؤيته وتشتت أفكاره ومنهم من يعلم جيدًا "معنى الوطن"، ومنهم من فكر في مصلحته على حساب الجميع، السنوات القليلة الماضية أظهرت عناصر جديدة بألوان مختلفة من التفكير لدى بعض الشباب الذين اختلفت توجهاتهم السياسية، وللأسف على حساب هذا الوطن، الوطنية لا تحتاج لشعارات ولا لافتات ولا هتافات ولكنها واقع ينفذه كل منا بإرادته.. رسالة جيل أكتوبر واضحة ويجب أن نتعلمها، ومنها إنكار الذات والوقوف على قلب رجل واحد..
على الجميع أن يبدأ صفحة جديدة وينظر إلى الأمام من أجل رفعة هذا البلد، ويجب أيضا أن ننظر حولنا ونرى ما حدث من تطورات نتيجة الأفكار الجديدة التي فككت وحدة دول كثيرة في محيطنا الإقليمي، إلا أن إرادة الله أولا ثم إرادة جيل أكتوبر التي مازالت متواجدة في وجداننا أنقذت بلدنا.. كفانا تشكيكًا في أنفسنا وفى غيرنا ولن نأخذ شيئًا من هذه الدنيا وكلنا راحلون وستبقى سيرة الأبطال فقط سواءً ممن شاركوا في الحرب أم لم يشاركوا.. ويجب أن نستعد لما يدبر لنا جيدًا فهناك عيون تتربص ولن تغفل عنا ودائما أقول إن إسرائيل لن تنسى حرب أكتوبر أبدًا.. ويجب أن نكون على يقظة وهمة من أجل الحفاظ على تراب مصرنا الغالية.