الشباب وسباق السيارات
لا شك أن هناك طاقة كبيرة لدى الشباب لابد أن تستغل في اتجاه سليم حتى لا يتم تنفيسها في اتجاهات أخرى أو تنعكس سلبيا على حياتهم وعلى حياة الآخرين المحيطين بهم وخصوصا عندما ترتبط هذه الطاقات بدوافع التحدي والظهور لجيل غالبيته يتسم بالإحباط ويتمنى أن يجد نفسه وهو ما يتجلى في أوج صوره وهو تحدى سباق السيارات.
يوميا نجد ضحايا السباق بين السيارات في شوارع متقادمة ومكتظة بالمواطنين من شباب يطوعون مهاراتهم في القيادة وزيادة السرعة لتحقيق التقدم وإشباع روح التحدي مما يخلف الكثير من الضحايا علاوة على الإصابات التي تودي بحياة الضحايا والتي تجعلهم عالة على ذويهم طول العمر أو تهلك سياراتهم وتودى بمدخراتهم ولم يقتصر هذا التسابق الأرعن على شوارع المدن وإنما أيضا تواجد بشدة على الطرق الخارجية يتسابق فيها الشباب ويدخلون أنفسهم في تحد للآخرين بدافع من طاقات مكبوتة لحب لظهور وإثبات الذات والتي تتجلى في نشوة الانتصار بتقدم السيارة عن المنافس ولو حتى كانت عدة أمتار في النهاية.
ومع أن ذلك صورة للبعض مرفوضة تنم عن خلفية محبطة لم يشعر فيها المواطن بأي إنجاز في حياته وهو ما دفعه لإثبات ذلك حتى ولو كانت النتيجة حياته أو حياه الآخرين إلا أنه في النهاية ما يفعله الشباب هو واقع لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه وإلا كنا كالنعام الذي يدفن رأسه في الرمال.
المقترح أن يوجد مكان مخصص لسباق السيارات تنفث فيه هذه الطاقات المكبوتة في مكان آمن مزود بالاحتياطات اللازمة لضمان أمان المتسابقين ويتم توفير سيارات إسعاف مع أطباء مع أخذ التعهدات اللازمة من المتسابق بمسئوليته عن أفعاله.
ليس المستهدف من إنشاء طريق للسباق هو جمع إيرادات وإنما المستهدف أن نحمي مواطنينا من أفعال غير مسئوله وطاقة من التحدي يتم تفريغها في الشوارع التي تضيق بالسائرين وليس من المنطق أن نترك شبابنا يساهمون في زيادة الحوادث هو ما يصب في النهاية في الصالح العام.
إن المطلوب ليس تنظيم سباقات دولية وإنما المطلوب أن يوجد المكان الذي يتخلص فيه الشاب من طاقة التحدي والمنافسة التي تسيطر عليه في جو محاط بالحماية بدلا من توجيهها في شوارع المدن وفي كلتا الحالتين سباقات الشباب واقع حقيقي يحاصرنا في كل مكان.