رئيس التحرير
عصام كامل

الكهربا فى الزبالة.. و"الإخوان"يعلمون


القاهرة ستغرق فى الظلام أربع ساعات، القاهرة لن تدخل ضمن دائرة تخفيف الأحمال، نسبة تخفيف الأحمال لن تزيد على 10%، ولن تطول فترة الظلام فى المناطق المشمولة بالتخفيف عن 30 دقيقة، وزيرا البترول والكهرباء فى اجتماع طارئ لبحث حل أزمة انقطاع التيار بسبب عجز ضخ السولار لمحطات التوليد.


تلك هى العناوين والتصريحات التى يحفل بها معظم الصحف الإلكترونية والورقية، نقلًا عن مسئولين فى جهات مختصة، ما يعكس تضاربًا فى الرأى حول مشكلة واحدة، اعتادت عليها مصر سنويًا منذ أكثر من خمسة أعوام فى الصيف فقط، ولاتزال تتصاعد فى زمن "النهضة" الكاذبة.

التصريح الأقوى هو الذى ينشر فى الصحف دوريًا، كما يرد فى شريط أخبار معظم القنوات الفضائية مساءً وصباحًا، على لسان وزير البترول، ويقول إن كميات السولار التى تضخ للسوق المصرية يوميًا كافية للاستهلاك، لكن العيب فى سوء التوزيع.
الغريب أن وزير البترول نفسه الذى التقى وزير الكهرباء مرارًا، لبحث الحل المناسب لأزمة انقطاع التيار الكهربائى فى معظم محافظات مصر، بسبب نقص ضخ الوقود لمحطات التوليد، لم يكلف نفسه قط بالنظر فى دراسة توليد الكهرباء والسولار من النفايات التى تنتج منها مصر نحو 370 مليون طن سنويًا.

والأغرب أن الحكومة الحالية التى يترأسها دكتور مهندس، تخصص فى هندسة الرى، وتم تكليفه بحقيبة وزارة الرى سابقًا، يعرف جيدًا أنه قد حل بالفعل الموسم الزراعى لمعظم محاصيل الفاكهة، والمحاصيل الحقلية الشتوية، إذ بدأ الرى بالمعدل الطبيعى لأشجار الفاكهة منذ مطلع فبراير؛ استعدادًا للتزهير، ومع ذلك تشتد الأزمة، التى تنبئ عن مزيد من الانهيار، ثم الجوع، ثم الدمار الاقتصادى والاجتماعى الشامل.

وإذا كانت أزمة السيولة وراء أزمة الطاقة، ومع تعنت البنك الدولى مع حكومة الإخوان، وليس مع مصر والمصريين، فأنا شاهد عيان ولدى الدليل، على أن حكومة الإخوان، استقبلت العديد من دراسات الجدوى لمشاريع حقيقية واعدة، لتدوير الزبالة إلى وقود وكهرباء، بتكنولوجيا أجنبية، ودون أن تتكلف الدولة مليمًا واحدًا، وتعرضت الدراسة وأصحابها للتجاهل من قبل رجال أعمال فى الإخوان.

وكنت قد التقيت بالصدفة رجل أعمال مصرى من العيار المتوسط، اسمه حسن القيعى، أفنى عمره وثروته فى دراسة مشروع تحويل "الزبالة" إلى كهرباء، وكان الممول بنك أمريكى، وحصل على موافقات جميع الأطراف المعنية، مثل: الأمن القومى الذى تأكد من نظافة التمويل، ووزارة البيئة التى تأكدت من أن المشروع آمن بيئيًا.

ومن الجهات التى وافقت على المشروع أيضًا، وزارة الكهرباء منذ نحو 11 عامًا، حيث رحب به الدكتور حسن يونس الذى اشترط أن يحصل على الكهرباء الناتجة بسعر يساوى سعر الإنتاج بالطرق التقليدية.

ولأن السعر الفعلى لإنتاج الكيلووات، ساعة كهرباء من "الزبالة" يبلغ نحو 35 قرشًا، والسعر الذى حدده الدكتور حسن يونس نحو 20 قرشًا، وافق حينذاك يوسف بطرس غالى وزير المالية "الهارب حاليًا"، بأن تتكفل وزارة المالية بفرق السعر، لأن هذا المشروع سيريح الدولة من مشكلة "الزبالة"، وبالتالى توفير الكثير من ميزانية وزارة البيئة.

وخلال 11 عامًا من العذاب، أنفق فيها حسن القيعى كل ما يملك، بيته، وأرضه، ومكتبه، (نحو 30 مليون جنيه)، لتجهيز موقعين لبداية المشروع فى الغربية والساحل الشمالى، ولاتزال الزبالة تسد مداخل المدرسة، والمسجد، والبيت، والبقالة، ولاتزال أزمة الوقود تتصاعد، ولاتزال حكومة الإخوان تتخبط وتكذب، وتقول إن لديها خططًا اقتصادية واعدة، لكن "الحاقدين" يعطلون مسيرتها.
لك الله يا مصر
barghoty@yahoo.com


الجريدة الرسمية