رئيس التحرير
عصام كامل

جالطة سراى أكثر الأندية الأوربية ثراءً بأفكار"أونال"

ملعب جالطة سراى
ملعب جالطة سراى

يعد الملياردير أونال إيسال رئيس نادى جالطة سراى التركى من الأثرياء القلائل الذين نجحوا بأفكارهم الخلاقة فى قيادة مسيرة نجاح ناديهم فى العثور على مصادر للتمويل الذاتى من دون الحاجة لاستخدام أمواله الخاصة فى وقت فشل فيه العديد من رؤساء الأندية الأثرياء فى مصر وخارجها حتى فى تدبير رواتب لاعبيهم ومدربيهم.


فمن ينظر إلى نادى جالطة سراى زعيم الأندية التركية سيجد أنه حجز لنفسه مكانا متميزا بين الأندية الأوربية الثرية بعد أن وضعه مكتب" ديلويت" الاستشارى الدولى الشهير فى المركز التاسع والعشرين على قائمة الأندية الأوربية الأكثر ثراء فى عام 2013.

ولكن كيف نجح اونال إيسال الذى انتخب رئيسا لجالطة سراى لمدة 3 سنوات فى 2011 فى إدخال جالطة سراى فى زمرة الأندية الأوربية الثرية فى هذه المدة القصيرة؟ المثير للإعجاب فى قصة نجاح أونال إيسال على رأس جالطة سراى هو أنه انتهج طريقة سهلة للغاية فى تحقيق ذلك، فبمجرد فوزه برئاسة جالطة سراى أو نادى الأسود باللغة التركية بادر بدعوة الجمعية العمومية غير العادية للنادى للانعقاد حيث نجح فى إقناع أعضاء الجمعية بطرح 67 فى المائة من أسهم شركة جالطة سراى المتداولة منذ 10 سنوات فى البورصة للبيع، وقد أثمرت عملية بيع 16 فى المائة فقط حتى الآن من هذه الأسهم عن عائدات للنادى بلغت قيمتها نحو 98 مليون يورو (850 مليون جنيه مصرى تقريبا)

كما نجح أيضا فى إقناع المساهمين بزيادة رأس مال النادى بواقع الضعف فى 6 أشهر ليضيف عائدات جديدة لخزينة النادى قدرها 123 مليون يورو.

كما ساهم تحديث استاد النادى فى مارس 2011 فى عائدات هائلة بلغت 80 مليون يورو بعد أن أصبح كالماسة المتلألئة بعد أن تم تغيير اسمه من استاد على سامى ين إلى" ترك تيليكوم ارينا على سامى ين كومبلكس"، ولم تكن تلك العائدات الجديدة ناجمة فقط عن إضافة اسم شركة الاتصالات التركية الشهيرة للاستاد بعد أن أصبحت الراعى الرئيسى للنادى بل كانت عاملا مهما فقط إلى جانب زيادة حجم الإعلانات فى الاستاد  وزيادة عائداته من بيع التذاكر بعد أن تم رفع قدرته الاستيعابية إلى 52 ألف مشاهد.

والغريب فى الأمر أن أونال إيسال تمكن من تعظيم عائدات النادى بكل هذه الملايين من دون إنفاق مليم واحد من جيبه وهو الأمر الذى أثار حفيظة عزيز يلديريم رئيس القطب الثانى للأندية التركية نادى فنربخشة الذى اتهمه بالاحتيال.

وقد كان رد أونال إيسال على غريمه مقتضبا لكنه كان حاسما فاكتفى بالقول: "لن أحط من قدرى بالرد على شخص أدانه القضاء مؤخرا بتهمة التلاعب فى نتائج المباريات لضمان فوز فريقه من دون وجه حق".

وفى الوقت نفسه سارع أونال إيسال بالاستعانة بالمدرب فاتح تريم الملقب بالإمبراطور لتدريب الفريق من جديد بهدف إعادة الإنجاز الإعجازى الذى كان قد حققه فاتح تريم للنادى فى عام 2000 عندما قاده للفوز ببطولة الاتحاد الأوربى، وقال أونال إيسال وهو يوقع على عقد فاتح تريم "إن هدفى الرئيسى الآن هو إدخال جالطة سراى فى قائمة أفضل 10 فرق أوربية".

وسارع أونال إيصال بتخصيص ميزانية لفاتح تريم قدرها 88 مليون يورو حتى يتمكن من تدعيم صفوف الفريق بالنجوم الذين يراهم قادرين على تحقيق طموح جالطة سراى فى الدخول فى قائمة العظماء، وقد ساهمت هذه الأموال فى تحقيق جانب مهم من مطالب فاتح تريم بتدعيم صفوف الفريق فنجح أولا فى الفوز بخدمات نجم وسط هولندا ويسلى شنايدر فى يناير الماضى قبل أن ينجح فى ضم المهاجم الايفوارى الشهير ديدييه دروجبا عقب خروج منتخب كوت ديفوار من بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بجنوب أفريقيا.

ويأتى تدعيم الفريق بهذين النجمين الكبيرين بعد أن نجح جالطة سراى فى التأهل لدور الـ16 لدورى أبطال أوربا "التشامبيون ليج"، ورغم صعوبة التأهل لدور الثمانية بعدما تعادل جالطة سراى مؤخرا على أرضه فى مباراة الذهاب مع شالكة الألمانى 1/ 1 إلا أن أونال إيسال لم يفقد الأمل فى التأهل بالفوز على شالكة فى مباراة العودة فى عقر داره ولم لا؟ ألم يفز جالطة سراى على مانشستر يونايتد الرهيب 1 / صفر فى دورى المجموعات فى 20 نوفمبر 2012 ليحتل مركز الوصيف فى المجموعة على حساب ناديى كلوج و براجا.

وفى جميع الأحوال فقد أصبح جالطة سراى من الأندية الأوربية التى يعمل لها ألف حساب فقد نجح الملياردير أونال إيسال فى تكوين فريق قوى يضم فى صفوفه إلى جانب شنايدر ودروجبا كلا من الدولى التركى حميد ألتينتوب القادم من ريال مدريد وبوراك يلماظ هداف الدورى التركى ( 33 هدفا ) والمغربى نورالدين امراباط الذى تكلفت صفقة انتقاله من كيزريسبور نحو 8.6 مليون يورو والبرازيلى فيليب ميلو المعار من نادى اليوفينتوس والتركى اوموت بولوت المعار من نادى تولوز الفرنسى.

ويساند هؤلاء اللاعبين المميزين مجموعة أخرى من النجوم على رأسهم حارس مرمى أوروجواى الدولى موسليرا القادم من لاتسيو الإيطالى بـ 13 مليون يورو والسويدى الماندر القادم من بولتون الإنجليزى والإيفوارى مانو ايبويه القادم من الارسنال.

ويأمل فاتح تريم فى تدعيم صفوفه بنجم آخر من العيار الثقيل وهو البرازيلى كاكا خاصة أنه لم يحقق نجاحا كبيرا مع فريقه ريال مدريد حتى الآن.

ويبقى السؤال وهو هل أصبح أونال إيسال بأفكاره المبتكرة والبسيطة مثالا يحتذى به لرؤساء الأندية الراغبين فى النهوض بمستوى أنديتهم على المستويين المالى والفنى؟ الإجابة هى نعم لقد أصبح بالفعل أونال إيسال وهو فى السبعينات من عمره مثالا لنظرائه بأفكاره الشبابية المبتكرة.
الجريدة الرسمية