رئيس التحرير
عصام كامل

انقطاع الكهرباء


لاشك أن هذا الشهر هو أكثر الشهور انقطاعا للكهرباء ذلك لأن ارتفاع الحرارة قد أثر على المواطنين وتزايد عدد مستهلكي التكييفات في المنازل مما أثر سلبا على المتاح من الطاقة ووصل إلى المعدلات القصوى من الأحمال المسموح بها وسط ضآلة الإمكانيات. 

الكثير من المساكن في مصر تم تصميمها بطريقة خاطئة حيث زاد أصحاب المبانى من المساحات دون الاهتمام بسبل الإضاءة والتهوية وهو ما انعكس على استهلاك هائل من الإضاءة التي افتقدوها من اتساع المساحات وانعدام المناور والمطلات التي كانت تضئ المنزل حتى لحظات الغروب وللأسف أغلبية المساكن في مصر تم تصميمها بهذه الطريقة الخاطئة لأن المشترى اهتم بالمساحات دون الاهتمام بالتهوية والإضاءة الطبيعية وهو ما ساهم بطريقة خفية في زيادة الأزمة الحالية في الطاقة.

ولا شك أن ذلك قد أثر على المزاج العام للمواطنين وعلى قدرتهم على العيش وإيقاف المصالح والأعمال وعلاوة على مخاطر انقطاعها على حياة الأفراد داخل غرف العمليات والأسانسيرات التي أصبحت تشكل الخوف من الاحتجاز بها لكل ساكن وزائر.

والنتيجة.. يوجه البعض الانتقاد إلى الحكومة وإلى وزير الكهرباء على وجه الخصوص ويتهمونه بالتقصير إلا أن ما يحدث هو نتاج عمر طويل من عدم التخطيط وتحويل موارد خاصة لوزارة الكهرباء لتمويل وزارات أخرى في الموازنة العامة علاوة على النقص الحاد في الطاقة التي تمون بها المحطات والتي تشهد نقصا غير مسبوق ترتب على تصدير الغاز بأسعار زهيدة والآن للأسف نستورده الغاز بأسعار مضاعفة.

إن من حقوق المواطن أن يعيش في درجة حرارة يتحملها وإلا سينعكس على مزاجه العام وعلى المحيطين به من ضيق وأنا أتفق في هذا وأن ما نتفق عليه أن السفينة واحده وهمومنا واحدة وهو ما يتطلب منا العمل نحو تخفيف الأحمال طواعية وبرغبة نابعة من حب البلاد ورغبتنا الأكيدة أن نعبر هذه الأزمة بسلام وأملا في التخفيف عن الآخرين وإذا لم نراع ذلك سيشكل في النهاية العائد ظلاما دامسا على الجميع دون تفرقة بيننا.

المشكلة في النهاية مشكلتنا جميعا.. من لديه أي إضاءة زائدة فليوفرها حتى ولو كانت لمبة واحدة ولنستخدم فقط ما يناسب احتياجاتنا ومن يمكنه إيقاف عمل التكييفات فليفعل حتى تعمل على الأقل مصانعنا التي توقف فيها الإنتاج تقريبا.

أعرف أن ذلك صعب وأقدر ما تتحملون من هموم ولكنه ليس بمستحيل على شعب عظيم تحمل من أجل بلده الكثير ويستطيع أن يتحمل أكثر أملا في غد أفضل لأولادنا بإذن الله..سنداوى جراحنا بأيدنا معا وبكل عزيمة من أجلك يا مصر.
الجريدة الرسمية