رئيس التحرير
عصام كامل

ما ذنب محصل الكهرباء ؟


كثر على مواقع التواصل الاجتماعي الدعوة إلى رفض دفع الفواتير الخاصة باستهلاك الكهرباء ولا يقتصر على ذلك فقط وإنما توعد الكثير أنه سيعامل محصل الكهرباء بأسلوب لا يليق والذي وصل إلى حد التهديد بالاعتداء عليه بالضرب إذا ذهب إلى المنازل لتحصيل الفواتير.

قد نتصور ذلك على حد السخرية ولكن الأثر غير محمود وغير متوقع والذي وصل إلى خوف المحصلين من الوصول للمنازل وتفضيل الإفادة أن المنازل مغلقة والاكتفاء بالخروج دون الرجوع بأي تحصيل وهو ما ترتب عليه انخفاض المحصل لشركات التوزيع والتي ترتب عليه انخفاض التوريد إلى شركات إنتاج الكهرباء والتي عليها قروض يستحق عليها أقساط كبيرة ولابد من توريدها وإلا ستزداد المشكلة والطين بلة لعدم وجود أي متحصلات..النتيجة في النهاية إفلاس متوقع لشركات متتابعة مثل الضومينو ومتعاقبة لا يمكن أن يتم إيقافه وانقطاع للكهرباء شامل.

إن الذين يدعون إلى فعل على سبيل السخرية للضحك على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض التسلية عليهم أن يراعوا نتائج كتاباتهم وأن يعرفوا أن هناك من الكلمات التي لها أثر قد يصل إلى مالا يحمد عقباه دون أن ندرى بها.

ماذا فعل محصل الكهرباء ؟ وماذا جناه ؟ وماذا جنته الشركات ؟ وماذا جناه وزير الكهرباء الذي توالت عليه الكلمات غير اللائقة ولو أن كل من يكتبون تولوا المسئولية مكانه يوما واحدا لا يمكن أن يقوموا بعمل أي شيء أكثر مما يعمل..لأن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي ليست بيده ولا بيد أحد - إنما تأصلت مع مر السنين ولابد من البحث عن بدائل - وإن قام بتجاهل مؤشرات ارتفاع الجهد على المحولات انفجرت للأسف ولابد من مراعاة أحمال الاستهلاك إلى الدرجة التي لا تصل إلى انفجار المحولات.

على المستهلك أن يقوم بدفع ما يتم استهلاكه أولا بأول دون تقاعس ودون الانتظار لأن كل يوم انتظار تتحمل الشركات فوائد على حساباتها المدينة لدى البنوك من ناحية وتتحمل رد الشيكات المسحوبة على حساباتها وغرامات وفوائد للموردين من شركات الكابلات وبالتالي سيتوقف الموردين عن توريد المطلوب لشركات الكهرباء.

كل من يحب مصر ويريد أن يسلمها لأولاده معافاة لمستقبل أفضل..عليه أن يقوم بمسئولياته التي هو مكلف بها حتى ولو كانت أداء الثمن بضمير لما يستهلك في ميعاده دون تأخير..مصر أمانة نحملها وعلينا أن نراعى الأمانة ليس في الوفاء بالمال فقط وإنما في كل قول أو عمل.
الجريدة الرسمية