رئيس التحرير
عصام كامل

دور الأيتام وغياب الرقابة‏


لا شك أن تداول خبر التعذيب في دور الأيتام لاقى رفضا شعبيا واسعا لغياب الرقابة الحكومية تجاه مؤسسات عاملة عانت كما معانت مؤسسات أخرى لتأثير الفترة السابقة والتي لا تسلم منها هذه المؤسسات فقط وإنما نالت من مؤسسات أخرى كثيرة.


الأيتام من غاب عنهم عوائلهم وكانت هذه الدور هي الملاذ الأخير قبل أن يتحولوا إلى أطفال شوارع وقد يسهمون في زيادة معدل الجريمة، وبدلا من أن تعطى هذه الدار الحنان الذي افتقده هؤلاء منذ نعومة أظفارهم كانت القسوه هي النتيجة والتعذيب لأطفال ليس لهم حول ولا قوة وليس لهم ذنب إلا أن كان نصيبهم أنهم فقط يتامى.

وللحيادية الأمور ليست كلها بيد الرقابة الحكومية ولكن هناك نسب كبيرة أسهمت في هذا العمل اللاأخلاقى وهي غياب الرحمة عن قلوب البعض من الناس والتي أسهم فيها قسوة ظروف الحياه التي أثرت تأثيرا مباشرا فى سلوك الناس وازدياد معدلات الفقر وانشغال الفرد بعدة مصادر للدخل وفى النهاية هو غير قادر على العيش في حياه كريمة ولذلك فإنها لا يعرف الكرامة ولا يقدرها وأصبح التزامه تجاه عمله هو التزام الساعات حتى ينتهى اليوم وينتهى عمره وهو لا يرحم أحدا من حوله.. لأنه لا يعرف الرحمة من الأساس.

لماذا تغيرت سلوكاياتنا للأسوأ فحادثه مثل هذه ليست الأولى وليست الأخيرة طالما نحن نتعامل مع التسيب بأسلوب ما ظهر منه فقط يعالج ثم تعود الأمور كما هي وليس هناك خطة للرقابة على كل دور الأيتام وللأسف كان منذ شهور هناك حادثة أخرى للتعذيب في دور رعاية المدمنين والتي تغيب عنها أيضا الرقابة إلى الدرجة التي أصبحت فيها هذه الدور دور تعذيب الإنسان.

كم تخيلت نفسى مكان هؤلاء الأطفال الذين خسروا عوائلهم وخسروا الرحمة ممن حولهم كيف أشعر تجاه الناس ومجتمعى هل كل ما رأيت من عذاب سأقصيه جانبا أو أنه سيكون جزءا لا يتجزأ من شخصيتى والتي ستظهر بعد مرور سنوات مع الناس ولا أشعر تجاه المجتمع بأى رحمة وسينعدم ولائى للأسف لكل من حولى بل ستكون شخصيتى عرضة للأحقاد عليهم وإفساد كل شىء جميل وقسوة لا تنتهى لأنى حينها لا أعرف سبيلا للحياة الا سبيل القسوة وانعدام الرحمة من القلب.

على كل إنسان سيقف أمام الله يوم القيامة أن يتقى الله في خلق الله وأن يراعى الرقيب الذي لا يغفل ولا ينام قبل أن يراعى الرقيب الحكومى الغائب في كثير من الأحيان.
الجريدة الرسمية