رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أسرة "أحمد سمير" شهيد الواجب بالقليوبية.. والدته: أتمنى لقاء السيسي ومنح الشهيد وسام الجمهورية.. ووالده: آخر كلماته "مصر لن تركع أبدًا".. السيسي هدية من السماء لإنقاذ الوطن من الإخوان

فيتو

يحتفل المواطنون بعيد الفطر المبارك فيما تعيش أسر الشهداء بمحافظة القليوبية، حالة من الحزن الذي خيم عليها، وبعد مرور ثلاث سنوات و7 أشهر على استشهاد "أحمد سمير رمضان" الضابط بالقوات المسلحة خلال ثورة 25 يناير، مازالت الأم الثكلى تبكي ابنها حتى كاد يغيب بصرها من كثرة دموعها التي لم تجف على فراقه.


"أحمد سمير" خريج الدفعة 135 دفعة اللواء محمود كامل سلاح المدرعات والذي استشهد أمام مركز شرطة أطفيح، وتروى الأم لـ"فيتو" والدموع تنهمر من عينيها أنها كانت تتمنى أن يحتفل معها بعيد الفطر المبارك.

وتابعت والدة الشهيد، حديثها بعبارات متقطعة لحزنها على فراق نجلها، تفاصيل استشهاد ابنها النقيب "أحمد سمير رمضان" في ثورة 25 يناير 2011، ابن قرية كفر الجزار مركز بنها بمحافظة القليوبية.

وكان أحمد يستعد للزفاف قبل وفاته بثلاثة أشهر، لكنه زف إلى الحور في الجنة، تاركا سيرة عطرة، وقالت والدته: "إن أحمد فوجئ بسيارة نصف نقل بدون لوحات تكسر حظر التجوال وتفر من الكمين المكلف بتأمينه إلا أنه قام بمطاردتها وتبادل مع من فيها إطلاق النار".

وأضافت أنه نجح في ضبطها ووجد بداخلها كميات كبيرة من الأسلحة ونصف طن من المخدرات وعقب ذلك قام بتسليمها لمأمور مركز شرطة أطفيح ولم تمر نصف ساعة إلا وفوجئ بأكثر من 100 بلطجى وتاجر مخدرات يهاجمونه ويقتلونه لينال شرف الشهادة دفاعا عن وطنه.

وقالت: "أتمنى مقابلة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي هذا الرجل المحترم ونأمل أداء فريضة الحج بصحبة والد الشهيد على نفقة القوات المسلحة لأننى في أمس الشوق والحنين لهذه الرحلة المباركة لأغسل همومى وأحزانى، وإيجاد فرصة عمل لأشقاء الشهيد مصطفى، وهشام، وأطالب السيسي منح اسم الشهيد البطل وسام الجمهورية تقديرا لبطولته وتضحياته من أجل مصر".

وأضافت سمير رمضان والد الشهيد: "كان نجلى مكلفا بتأمين مركز شرطة أطفيح خلال أحداث ثورة يناير 2011، وأثناء وقوفه في الكمين فوجئ بسيارة مقبلة نحوه بدون لوحات معدنية، وقامت بإطلاق ناري عشوائي على الكمين، وهنا انتابه الشك في هذه السيارة".

وأكدت أنه أسرع خلفها وتبادل إطلاق النيران مع من فيها، فلقي قائدها مصرعه، وفر الباقي، وبتفتيش السيارة عثر بداخلها على نصف طن مخدرات وبعض الأسلحة، وعاد بها إلى القسم مرة أخرى، وسلمها لرجال الشرطة.

وبعد مرور ساعات قليلة من ضبط تلك السيارة، هاجم نحو 100 شخص قسم شرطة أطفيح، وحاصروه، واقتحموا مكتب المأمور وكان برتبة عميد، فخاف منهم، وتخلى عن وطنيته في موقف مخزٍ، وأرشدهم عن ابنى، وقال لهم:"إنه هو الضابط الذي قتل سائق السيارة المضبوطة، فقاموا بالهجوم عليه وقتلوه".

وتابع: "كنا نتحدث كثيرا في الأيام التي سبقت موته مباشرة، وكان في كل مرة يطالبنى بالدعاء له، وكانت آخر مكالمة قبل موته بـيوم واحد، قلت له «البلد مشتعلة ربنا يستر»، ورد قائلا «مصر لن تركع أبدا»"، وأضاف:"وانتابتنى حالة غريبة، وشعرت وقتها أنها ستكون آخر مكالمة بيننا، وبالفعل في يوم 7 فبراير 2011 اتصل بي بعض زملائه وأخبرونى باستشهاده على يد تجار المخدرات، وكنا نجهز لزفافه، لكنه زف إلى الجنة".

وقال: "أنا في غاية السعادة باستشهاد نجلى وهو يرتدى أطيب وأطهر الثياب العسكرية، وينتمى لهذه المؤسسة الوطنية العظيمة وأفتخر جدا باستشهاده من أجل بلده خلال فترة الإنفلات الأمني التي شهدتها البلاد خلال ثورة 25 يناير، لكن أكثر ما يؤلمني أنه لم يستشهد على الجبهة، وقتل غدرا على يد مصري من أبناء وطنه".

وأضاف: "ولدى كان في انتظار عروسه التي سيزف عليها بعد أشهر قليلة ولم يفكر إلا في مصر الحبيبة ونسى أباه وأمه، وأهله لذا كرمه الله بالشهادة في ميدان المعركة".

وتابع: "تقدمت بعدة بلاغات للنائب العام ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومأمور قسم أطفيح، اتهمتهم بتحريض البلطجية وتجار المخدرات على قتل ابني، بعد أن أرشدهم عن مكانه ليقتلوه، ثم تركه يواجه مصيره بمفرده".

وقال: "في 7 مارس 2012 جاءت عدالة السماء، وأصدرت المحكمة العسكرية حكما بالإعدام على 2 من القتلة والمؤبد لثلاثة والسجن المشدد 15 عاما على 3 من الجناة والسجن المشدد 10 سنوات على الباقين ووقتها أثلج الحكم صدرى، وشعرت بطمأنينة وارتياح وأن دم ابنى لم يذهب هباء".

وأضاف: "تم إطلاق اسمه على الشارع الذي نعيش فيه، وعلى مدرسة بقرية كفر الجزار التابعة لمركز بنها مسقط رأسه، وتم افتتاحها بعد عام من وفاته وتحديدا في يوم 6 فبراير عام 2012 بحضور عدد كبير من قيادات المحافظة والقوات المسلحة، وبناء مسجد يحمل اسمه بالقرية، وتم إطلاق اسمه على شارع في كلية الضباط، وميدان الرماية بكلية ضباط الاحتياط وإطلاق اسمه على الدفعة 144 بكلية الضباط الاحتياط".

وتابع: "أحب أن أقول للسيسي أنت هدية السماء وجئت في الوقت المناسب قبل أن تنتحر مصر على يد الإخوان الذين أخطأوا في حق مصر والمصريين" وأضاف: "أتمنى من الله أن يوفق مصر وشعبها الأصيل في المرور من تلك الأزمة إلى بر الأمان"، ودعا أبناء مصر الشرفاء بالعمل والاجتهاد حتى تنهض بأبنائها ولكى تمر من تلك الظروق الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
الجريدة الرسمية