القائد «سيلفا» يقود المنتخب البرازيلي أمام هولندا لتجاوز الأزمة
تنتظر قائد المنتخب البرازيلي لكرة القدم تياجو سيلفا، أحد أبرز الغائبين عن الهزيمة المذلة التي مني بها منتخب بلاده أمام ألمانيا مهمة صعبة لتضميد جراح زملائه وشحذ همتهم لخوض مباراة تحديد المركز الثالث أمام هولندا.
غاب سيلفا عن مباراة الدور نصف النهائي أمام ألمانيا بسبب الإيقاف لتلقيه البطاقة الصفراء الثانية ضد كولومبيا في ربع النهائي، بيد أنه اختار المواجهة والتضامن مع زملائه في حالة كان يفضل لاعبون آخرون الاختباء وراء هذا الغياب للتنصل من مسئولية الهزيمة.
فمنذ الصافرة النهائية على ملعب مينيراو في بيلو هوريزونتي الذي كان مسرحا للهزيمة المدوية، نزل أرضية الملعب ليواسي زملاءه.
حضن لفترة طويلة مهاجم تشلسي الإنجليزي أوسكار الذي انهمر بالبكاء، كما عانق زميله الجديد في باريس سان جرمان الفرنسي ورفيقه في قطب الدفاع والذي حمل شارة القائد في غيابه دافيد لويز الذي كان ينتحب، وبعد ذلك جمع زملاءه في منتصف الملعب لتلقي صافرات الاستهجان، وشتائم وإهانات الجماهير البرازيلية.
هل كان الألمان سيسجلون الهدف الأول لو كان تياجو سيلفا موجودا؟ وهل كان رفاقه سينهارون مثلما فعلوا في اللقاء لو كان هناك؟ من المستحيل معرفة الجواب، ولكن في منطقة الإعلاميين وافق تياجو سيلفا على الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام مستخدما كلمة «نحن» مضمنا نفسه بين المسؤولين عن الخسارة، في وقت كان من المفترض أن يتحدث بـ "هم" ليتنصل من مسئولية الهزيمة التاريخية.
وكان سيلفا، المتدين جدا، فقد الكثير من سمعته في الدور ثمن النهائي عندما انعزل عن زملائه ليصلي وهو يبكي قبل حصة الركلات الترجيحية، رافضا تحمل مسئولية التسديد وطلب أن يكون المسدد رقم 11.
وبرر سيلفا ذلك بعد التأهل بقوله: «أنا عاطفي، وأتأثر بسرعة وهذا أمر طبيعي، والعاطفة صفة في البشر، ولكن ذلك لا يؤثر على في أي وقت من الأوقات على أرضية الملعب. كل ما يقوله الناس هراء، لا يمكن أن يؤثر ذلك على الأداء».
يقول تياغو سيلفا إنه استقى قوته في الأوقات الصعبة، خصوصا خلال المرض الخطير الذي أصيب به خلال رحلته الاحترافية في روسيا عام 2005.
وقتها أمضى أسابيع عدة في المستشفى، دون أن يقدم له الأطباء الضمانات على أنه سيخرج سالما.
ويضيف: «عشت لحظات صعبة في حياتي، أصبت بداء السل، كانت حياتي في خطر، اليوم أستطيع أن أقول: أنا بطل، داخل وخارج الملعب، لدى مسؤولياتي واحترام الجميع».
ارتقاؤه إلى تشكيلة المنتخب البرازيلي لم يكن سهلا، فقد اضطر إلى العودة إلى بلاده بعد فشل تجربته الاحترافية الأوربية الأولى قبل أن يفرض نفسه في صفوف ميلان الإيطالي وبعده باريس سان جرمان.
يلقب تياغو سيلفا بـ "الوحش"، ويعتبر بين أفضل المدافعين في العالم بسبب حسه التكتيكي، وتدخلاته وكذلك بنائه للهجمات.