رئيس التحرير
عصام كامل

الغلاء الجميل والغلاء الرخيص!


الله الله على الأسعار الجديدة، نعم لتحريك أسعار الوقود ورفع أسعار كل السلع، ما أسعد الشعب المصرى بهذه القرارات التي جعلته يقفز فوق كل مشاكله ويحقق أعلى نمو في العالم، عزيزى المواطن.... انتبه فلقد تضاعف دخلك وانتهت مشاكلك تماما مع تحريك أسعار السولار وبنزين 80 لأعلى والذي يسميه المغرضون كارهو الوطن زيادة أسعار!

هذا ما يريد النظام منا أن نقوله للشعب وكأن الناس أصابها البله والعته ولا تقدر على التمييز، يريد النظام من الصحفيين أن يسيروا على نهج منافقى كل العصور من نجوم فضائيات مبارك ومدعى الانحياز للفقراء في تبريرهم الفج والعبثى لرفع أسعار مواد الطاقة والتي ضربت وستضرب في مقتل حياة أغلبية الشعب وهم الفقراء الذين لا يدرون عنهم شيئا!

عزيزى المواطن إذا ذهبت لعم محمد بياع الفول وقال لك آسف يا أستاذ مفيش بجنيه فول لأن الجاز ولع، اتصل فورا برقم دولة رئيس الوزراء وسيذهب معك ليخرب بيته أو يتحايل عليه ويستحلفه بأغلى أحبابه أن يرحمك هذه المرة!

ما هذا الاستخفاف بمواطنين منحوكم ثقتهم آملين في مستقبل أفضل، هل هذه هي العدالة الاجتماعية التي يُصر النظام على إقناعنا بها؟!

يصف رئيس الوزراء رفع الأسعار بالخطوات الحقيقية والجدية لتحقيق العدالة الاجتماعية...لا أدرى هل العدالة هي أن تزيد الفقير فقرا وتضاعف عليه الأسعار بينما الأغنياء ترفع وقودهم 7 % فقط؟! وهل العدالة أن يجد معدوم الدخل ومحدود الحيلة دخله المتلاشى يوميا وقد صار والعدم سواء؟!

كفى استخفافا بنا وبالناس وبالعالم من حولنا، ألا يقرأ هؤلاء ما يُكتب عن رفع الدعم في الصحف الدولية؟ هل هناك عبثية أكثر من تلك التي يمارسها علينا السادة أصحاب الحكم الرشيد في مصر بعد ثورتين ندم الناس على حدوثهما فاسترجع واسترحم ذكريات فساد مبارك الذي ثبت أسعار المحروقات لمدة عشرين عاما؟!

رجل واحد صدق فيما قاله للشعب ونفذ ما وعد به حتى وإن كان من خلال تسريبات صحفيه خبأها الإخوان الفاسدون عن الشعب عندما كان الرجل وزيرا للدفاع في بداية عهد مرسي، الرجل قال بصراحه إن السادات هو صاحب الحل الأمثل من وجهة نظره لأنه قرر رفع الدعم عن الشعب فجأة!!! ولكن السادات تراجع بعد ثوره شعبية والرئيس السيسي يدرك أن هذا ليس وقت ثورات لخوف الناس من عواقبها.... هكذا الرجل يرى ويقرر والحكومة المحلبية تنفذ ما يقوله دون مناقشة لأن قبل رفع الدعم بيومين خرج علينا وزير البترول وصرح باستحالة رفع أسعار الطاقه !! الله الله على هؤلاء الوزراء المطيعين الطيبين الذين ينسون ما قالوه بعد يومين فقط!

الشعب لم يقنع بما أذاعه تنظيم الإخوان النفعيين وقتها عن السيسي معشوقهم وظنوا بهم السوء وهم أهل له، وقالوا إنها مفبركة رغم أنها تكررت في أكثر من مناسبة ودوما كان الرجل يتم كلماته بكلمة مفيش... معنديش!

عزيزى الشعب فلتتحمل عدم قراءة الواقع أو حتى قراءة صحفية أو تصديق أذنيك، الرئيس لم يخدعك فهذه هي حلوله وطبقها ولكن العشق يعمى ويصم أحيانا كثيرة!
fotuheng@gmail.com

الجريدة الرسمية