الفقراء في أسيوط يبتكرون طرقًا جديدة للتسول.. أسيوط المحافظة الأكثر فقرا في مصر.. نسبة الفقر تبلغ فيها 61.7 %.. معظم المتسولين أطفال دون السابعة عشرة.. التنمية الاقتصادية هي الحل
تبلغ نسبة الفقر بمحافظة أسيوط 61.7 % بحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الصادر في مايو 2014، واحتلت محافظة أسيوط المركز الأول في نسبة الفقر تبعا لخريطة الفقر الصادرة عن الصندوق الاجتماعي للتنمية التابع لمجلس الوزراء والذي أجراه في 11 مارس 2014، والذي أشار إلى وجود 50 قرية بأسيوط تصل نسبة الفقر بها 75%، الأمر الذي يدفع من تقطعت بهم السبل من أهالي القري إلى الدفع ناحية المدينة للتسول والشحاذة في شوارع أسيوط، واللافت أن كثيرًا من هؤلاء المتسولين أطفال دون السابعة عشرة من العمر.
ضبط الأطفال
وفي حملة لمديرية أمن أسيوط تمكنت القوات من ضبط 30 طفلًا يتسولون بمنطقة الورش بحي غرب أسيوط ويجمعون نشارة الحديد ومخلفات الورش ويتسولون أمام محال بيع قطع الغيار، وبعرضهم على النيابة أخلت سبيلهم لصغر سنهم بعد قيد تعهدات لأسرهم بالعناية بهم.
كما رصدت مباحث أسيوط عدة حالات تسول بميدان المحطة بأسيوط وبفحصهم تبين أنهم ينتمون إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج وقادمون للعلاج ونفذت أموالهم فاضطروا إلى التسول لتوفير نفقات العلاج والعودة لبلادهم.
المبخراتية
وتتنوع صور المتسولين بمحافظة أسيوط في عدة صور منها المبخراتية ومعظمهم أطفال ورجال كبار السن يحملون البخور ويظهرون في الأماكن الشعبية ولاسيما بميدان المجذوب حيث مسجد سيدي جلال الدين الأسيوطي وبميدان السلطان الفرغل بميدينة أبوتيج.
وهناك المتسولون من المرضي ويظهرون في موقف الأزهر يحملون التقارير الطبية دليل على مرضهم الشديد وقد يعتلون كرسي متحرك ويجوبون ربوع المحافظة تسولا، وقال دكتور سيد ياسين أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة أسيوط إن ظاهرة التسول بأسيوط تظهر في عدة أشكال منها شخصيات تبدو مرموقة تدعي سرقة أموالها وتطلب استكمال سعر تذكرة السفر.
وأضاف ياسين أن مواجهة هذه الظاهرة لن تتم إلا من خلال التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر لأنه هو الأب الشرعي لهذه الظاهرة، كذلك لابد من توفير عائد للأسر التي تفقد عائلها فجأة سواء بالوفاة أو بالسجن والاختفاء؛ كما تتطلب أيضًا جهودًا أمنية لملاحقة العصابات والمتكسبين لأنهم يمثلون خطرًا على المجتمع حيث انتشرت في الثلاث سنوات الماضية – نتيجة الانفلات الأمني عصابات تتخفي خلف الشحاذة والتسول وتقوم بخطف الأطفال لبيع أعضائها.
وأكد محمد فؤاد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بأسيوط عدم وجود إحصائيات لعدد المتسولين بالمحافظة، مشيراً إلى أن مديرية الشئون الاجتماعية لا تألو جهدا في عمل معاش الضمان الاجتماعي للأسر التي تتقدم بطلب بسبب أي ظروف اجتماعية تتعرض لها وهناك إعانات شهرية بفئات مختلفة للظروف الحرجة تبدأ من صرف 50 جنيها كمساعدة شهرية للفرد الواحد وترتفع بحسب دراسة الحالة المتقدمة.
ولمواجهة ظاهرة التسول التي انتشرت بمحافظة أسيوط دشن عدد من القادرين مع بداية الشهر الكريم حملة ثلاجة لطعام الفقراء وضعت أمام مسجد مكة بشارع محمود رضوان لسد حاجة المتسولين من الطعام وطالبت الحملة أهالي أسيوط من القادرين وضع الطعام الفائض عن حاجتهم داخل تلك الثلاجة ليجد الفقراء حاجتهم من الطعام دون حاجة إلى التسول.