الإندبندنت: واشنطن فقدت مصداقيتها كوسيط بسبب انحيازها لإسرائيل
قالت صحيفة "الإندبندنت البريطانية"، إن الشرق الأوسط يواجه حربا أهلية في سوريا وهجمات إرهابية قد تؤدي إلى تقسيم العراق وإشعال نزاع طائفي بين السنة والشيعة في المنطقة بأسرها، وفوضى في ليبيا ولم يكن ينقص هذا الخليط إلا اشتعال النزاع في الأزمة الأبدية بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما حدث أخيرا.
وأوضحت الصحيفة أن اختطاف الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير، ومن ثم قتله بعد 48 ساعة من العثور على جثث ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، خلق توترًا أدى إلى قيام المتطرفين من الجانبين باتخاذ إجراءات انتقامية، مما تسبب في مزيد من العنف سيؤدي إلى عواقب لا يمكن التكهن بها.
وذكرت الصحيفة إن المؤشرات تدل على أن مقتل محمد كان إجراء قام به مستوطنون إسرائيليون متشددون راغبون في الانتقام، بينما انحت إسرائيل باللائمة في مقتل الشبان الثلاثة على حماس، واندلعت اشتباكات عارمة بين متظاهرين والشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية بينما أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي قوات إلى الحدود مع غزة.
ورأت الصحيفة أن ما هو آت قد يكون أسوأ من ذلك، حيث من الممكن أن تغزو إسرائيل غزة ومن المحتمل أيضا قيام انتفاضة ثالثة وتفجيرات انتحارية ومزيد من القتلى وسط استمرار اليأس الفلسطيني.
وتضيف الصحيفة إن اشتعال الأزمة يأتي بعد شهرين من انهيار المبادرة الأمريكية التي قام بها وزير الخارجية جون كيري، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس تصرفا بضبط نفس كبير، حتى الآن، حيث تعهد عباس بتحقيق كامل في "الجريمة النكراء"، مما قد يؤدي إلى هدوء الأوضاع ولكن ليس لوقت طويل.
وتقول الصحيفة إن السبب الرئيسي للصراع بين الطرفين هوعدم توقف إسرائيل عن التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية ورفض الفلسطينين الاعتراف بيهودية إسرائيل.
وتختتم الصحيفة المقال قائلة إن الأمر يتطلب وساطة ولكن مصداقية الولايات المتحدة كوسيط منعدمة، ليس فقط لأن واشنطن تبدو منحازة لإسرائيل، بل إنها فقدت القدرة على التأثير فى إسرائيل، وترى الصحيفة إنه في غياب الوسيط فإن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعني المزيد من الوقود للنيران الموجودة في الشرق الأوسط.
