رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا انخفض مستوى الولاء للوطن؟


انخفض مستوى الولاء للوطن إلى درجة غير مسبوقة وهذا مؤشر خطير لابد أن نهتم به ونعمل على دراسة أسبابه وعلاج آثاره على المجتمع والتي ستنعكس على مستقبل مصر في السنوات القادمة.


حينما تتكلم مع أحد الشباب تكتشف الحقيقة أن الهدف الأسمى للغالبية هو الحصول على جواز سفر أجنبي ومنهم من لا يشترط في الحد الأدنى من تطلعاته أي جنسية فالمهم لديهم أن يجد مستقبلا لحياته لا يحصل عليه في بلده.

سألت أحد الشباب.. ماذا تتطلعون إليه؟
رد مندهشا بأن ما يريده الشباب هو الشعور أن الغد أفضل من اليوم وأن ما يبذل من جهد يريد أن يرى له نتيجة تعطيه الدافع فمنذ انتهاء دراسته لم يجد ما يعينه على الحياة وظل أهله يعولونه مع ما يواجهون من مشكلات وبدلا من أن يساعدهم براتب العمل في مصروفات البيت ويخفف عنهم مشكلة أصبح هو مشكلة أخرى تزداد إلى مشكلات الأسرة غير المحدودة.

يأتي بعد ذلك أن الأمل في تأمين الغد بعد انتهاء فترة الخدمة هو المعاش وهو الشبح الذي يواجه كل العاملين حيث مهما اختلفت الدخول إلا أن المعاش لا يكفى للصرف على طفل صغير ولكنه للأسف يخصص للصرف على عائلة كاملة ومطلوب من العائل أن يحافظ على مستوى معيشة الأسرة ولكنه للأسف وصل إلى السن التي لا يصلح معه العمل كما كان في الماضي.

وبالنظر إلى التأمين الصحي فما نراه من فشل منظومة التأمين الصحي في العلاج فقد الشباب فيها الثقة وأصبح التأمين الصحي سرابا ووهما غير موجود في الحقيقة وقد تظن أن الحل في العلاج الخاص ولكنه يتكلف مصروفات باهظة لا يقدر على تحملها أي أسرة لديها حالة مرضية واحدة وحتى نوعية الطبيب فمطلوب منك أن تسأل عن الطبيب أولا قبل أن تكون محل التجربة التي قد تصح أو تفشل.

وقد تسمع عن اسم أو عدة أسماء معدودة موثوق فيها في العاصمة والباقي للأسف لا يذهب أكثر الناس إليهم لانعدام ثقتهم فيهم - فمن لديه مريض يشعر جيدا بهذه الكلمات - إذ لابد من تكوين ثروة بأي طريقة ممكنة تستطيع أن تؤمن بها حياتك للصرف على علاج أسرتك وقت الضعف ولكن حتى هذا غير متاح إذ أن الدخول منخفضة إن لم تكن منعدمة.

و يبقى المخرج هو البحث عن فتاة من الجنسية المطلوبة والزواج منها أو البحث عن فيزا للدراسة والاستمرار في الدولة المضيفة والعمل حتى الحصول على الإقامة والجنسية فيما بعد.. هكذا يفكر أغلب الشباب دون رتوش.

الخلاصة أن العناصر الأكثر جاذبية للشباب انحصر أهمها في عدالة التوظيف والتأمين الصحي والأمل في الغد وقيمة جواز السفر الأجنبي والتي تعطى لحامله حصانة وتحميه من أي إجراء تعسفي ضده لأنه لديه من يدافع عنه وتعتبر هذه النقاط هي أساس الولاء.

المطلوب من حكومتنا التركيز على النقاط السابقة إن أردنا أن نحتفظ بجيل لديه الحد الأدنى من الولاء.
الجريدة الرسمية