محاولة تغييب الوعى السياسي
عندما يختلط الحق بالباطل والخيانة بالوفاء والحب بالكره نشم رائحة عفنة تزكم الأنوف وتُسد الرئة ويموت الجسد وعندما نحاول أن نمزج الزيت بالماء فيصبح محلول لا يروى ولا يصلح للمقلاة.
قد دعيت من قبل بعض الأصدقاء المنظمين لمؤتمر لتكريم شهداء الوطن بمركز الشبان المسلمين ولعدم المصداقية كان موعد المؤتمر الساعة السادسة وبدأ الساعة العاشرة وربما لينتفع أصحاب البوفيه بطلبات الزائرين ولا أجد سببا آخر مقنعا.
وبرغم هذا وبرغم دقة مواعيدى المعروفة عنى تحملت مشقة الانتظار حتى أشاهد بعين رأسى كل فعلياته وقد بدأ المؤتمر بذكر بعض الزائرين بأسمائهم وصفتهم وكان من ضمن الذين ذكرهم مقدم الحفل لواء شرطة متقاعد له جمعية معروفة بالسيدة زينب لفعل الخير وقُدم بصفته الأمين العام لحملة المشير السيسي وهذا كذب أشر فهذا الرجل برغم ما تربطنى به من صداقة فلست أحبه أكثر من مصر فمصر في قلبى أولا وبعدها يأتى من يكون لقد كان سيادة اللواء يجمع مبلغ مائة وعشرين جنيهًا بصفته رئيس حملة المشير مقابل كارنيه يكتب عليه اسم العضو وقد قِيل للعضو بأنه بموجب هذا الكارنيه السحرى ستُحل كل مشاكله أمام القطاع العام والخاص والهيئات الحكومية وقد جمع مبالغ كبيرة وطبع بانرات به صورة المشير بجوار صورته وطلب من الأعضاء لصقها على الحوائط وكانت الحملة لتلميعه شخصيًا لا أكثر ويعلم الجميع هذا ومع ذلك قام ولوح بيده للسادة الحضور فور ذكر اسمه.
وأيضًا ما استفزنى لدرجة الاختناق هو التوجه بالشكر للأستاذ حمدين صباحى على ماذا؟ لا أعرف حقيقًة.... وقد ذُكر فخامة الرئيس بعد اسمه فهل هذا مساواة بين الاثنين بين من تحالف مع الشيطان ومع من فوض أمره لله وغامر برقبته ورقبه أولاده من أجل مصر...بين من موله الإرهاب وبين من زهد الحياة وتبرع بنصف مرتبه ونصف كل ما يملك من أجل مصر وبرغم ما أصابنى من حالة تقيؤ أردت أن أشاهد الأوبرت حيث إننى من عشاق المسرح بكل أنواعه وكان في نيتى أن أستمر إلى أن ينتهى الحفل وأقوم بتصوير المكرمين وعمل معهم أحاديث.
ولكن بدأ أوبرت غنائى وسوف لا أتكلم عن ضعف مستواه الفنى في بدايته ولكن أن يذكر الراوى في الأوبرت كلمة (مصر وائل غنيم) كدت بعدها أن أصرخ في كل الحضور والممثلين على المسرح بأن أوقفوا هذه المهزلة ولكننى وبكل صراحة كان خوفى على مجهود الممثلين فخفت أن أضيع فرحتهم بيوم عرض واحد قد تعبوا فيه كثيرًا وأنا قد مارست التمثيل المسرحى وأعرف ما يعنى عرضا مسرحيا ليوم واحد وكم سبقه من بروفات ولكنى في النهاية أحكم على العرض من نظرة كاتب ومفكر.
والسؤال هنا هل مركز الشبان المسلمين يحكمه الإخوان ؟ وهل لم يلفت نظر أحد ذكر وائل غنيم بجوار شهداء التحرير لتكريمهم؟
هل ما زال الإرهابيون يعملون في حالة تغييب الوعى السياسي في الشارع المصرى ؟
ياسادة لاتستهينوا بصغائر الأمور فمعظمها كانت أسبابا لكوارث عانت منها شعوب كثيرة إلى الآن ونحن العرب جميعًا مازلنا نعانيها.
أيها الشعب المصري أفق من غيبوبتك فمازلوا يلقموننا السم في شهد ما نأكل ولا تستمع إلى من انضم جسدًا أو روحًا وحتى متعاطف مع الإرهاب فمنهم من يحاول إقناع البسطاء بتكذيب ما يرونه الناس بعين رؤسهم وتجميل الإرهابيبي ومنظماتهم في عقول البسطاء والبسطاء هنا كثيرون ولا أعنى الجهلاء فهناك بسطاء بدرجة أستاذ جامعى وأنا لا أتكلم عن وهم سمعته ولكن عن حقائق أعيشُها بكل تفاصيلها كل يوم وكل دقيقة وتربطنى بتلك التفاصيل جولات.
فلك الله يا مصر حماكى الله ورعاكى