رئيس التحرير
عصام كامل

أين الرجال..أين النخوة والكرامة‏؟!


أين النخوة والكرامة.. أين ذهب الرجال..أين الرجال الذين عرفناهم وتربينا على أيديهم.. أين الرجال الذين لا يخافون في الله لومة لائم.. أين الرجال الذين ضربنا بهم الأمثال في العزة والبطولة..أين الرجال الذين تركوا بناتنا تلتهمهن أسنان الوحوش الجائعة وسط حشود الرجال..هل انتهى عصر الرجال وأصبح أنصاف الرجال.

وسط 92 مليون إنسان تعمم على الشعب أفعال البعض ممن تربوا في بيئة الذئاب لكى يعمموا على الشعب ككل أفعال بغيضة لا يقبل أن يراها أحد فما ستره الله لم يستره عباده وكما أمرهم الله بالحفاظ على الشرف والكرامة ولو افتدى الإنسان غيره بحياته ولكنهم فئة ضالة أقرب إلى بيئة الحيوانات منها إلى بيئة الإنسان.

إن الصورة التي رأيناها للمتحرشين هي حصاد سنوات عمر طويل من تجاهل تعبير الفرحة في الأعياد حيث دأب قلة ضالة أن تسير في الشوارع ويتحرشون جماعيا ببناتنا تنهش فيها الأعراض دون رادع من قريب أو من بعيد قائلين التعبير المعروف "وأنا مالي".

ماذا حدث أيها المصريون لنخوتنا وكرامتنا حين نفعل ذلك ببناتنا أهذا هو التدين الذين يحكم مجتمعاتنا ونظهره ونتباهى به.. أهذا هو ما حثتنا عليه الأديان من حفظ كرامة المرأة وسترها.. بلاد العالم تسير فيها المرأة بحريتها ولم نر حالة تحرش واحدة لأن المتحرش يعلم جيدا عقوبة التحرش في البلاد المحترمة وللأسف لا ينظر إليها.

أما عندنا لابد لها أن تسير في الشارع خائفة من كل المحيطين بها وكأنها في غابة قد تواجه ما لا يعلمه إلا الله.

هل يريد المتحرش بفعله أن يشعر برجولته ؟ فلو كان لديه ما يثبت له أن لديه رجولة لما تطاول على الجنس الآخر ليثبت رجولته وإنما كان سيصبح رجلا بحق إذا خاف على بنات مجتمعه ولديه أم أو أخت أو ابنة وزوجة ولو أساء إلى الغير وأصبحت هذه الثقافة لإساء الآخرين إلى أهله دون تمييز.

لا أنسى أننى تدخلت يوما لمنع تحرش بطفلة إلا أن الكفة كانت أقوى للمعتدين وخرجت منها مصابا ولو عاد بى الزمن للوراء مرة أخرى لفعلت ذلك دون تفكير في النتيجة وهذا ليس أنا وإنما هناك الكثيرين ممن لديهم كرامة كانوا سيفعلون ذلك أيضا.

لا تتخيلوا كم نالت هذه الحادثة من سمعة المصريين والعالم ينظر إلينا ويريد أن يرى شعبا عظيما.. جاءت الحادثة لتلوث الصورة نحصد بها نظرات الاشمئزاز بدلا من نظرات الاحترام.

وفى النهاية..إن ضاعت العقوبة لهم في الدنيا فستشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.. والديان لا يموت.
الجريدة الرسمية