رئيس التحرير
عصام كامل

الامتحانات "بعبع" طلاب الثانوية العامة.. المراهقة تزيد من الضغوط النفسية.. السعادة المزيفة تدفع إلى مزيد من التحصيل.. النوم الكافى يؤثر إيجابيا على أداء الطالب.. والرياضة تحفز على المذاكرة

امتحانات الثانوية
امتحانات الثانوية العامة - صورة ارشيفية

«بعبع» ربما يكون هذا هو التشبيه الأمثل لماراثون الثانوية العامة وما تمثله من ضغوطات نفسية وعصبية على الطلاب، وأكدت الدراسات العلمية أن هناك أكثر من 30 مشكلة نفسية تتعلق بالدراسة في مرحلة الثانوية العامة، وتتنوع هذه المشكلات بين عدم التكيف مع العمل المدرسي، والخوف من الامتحانات، وعدم الميل لبعض المواد الدراسية، والخوف من الفشل في الدراسة، وصعوبة الفهم، وضعف الانتباه، والتأخر الدراسي، والخوف من المستقبل، والإفراط في أحلام اليقظة، والحاجة إلى الإرشاد العام، وضعف الثقة بالنفس، والعصبية، والميل إلى العنف، وعدم قبول الذات الاجتماعية والاكتئاب.


المراهقة أحد الأسباب
هذا إلى جانب تواجد هذه الامتحانات بالتزامن مع مرحلة المراهقة من عمر الإنسان بحجمها وثقل حملها ومصيرها مع الفترة الأصعب في حياة الشباب، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على الطالب في هذا التوقيت فمرحلة المراهقة بها اضطراب في المشاعر وصراعات داخلية شديدة، وعناد وتمرد وفتور وإحساس بالكيان والمسئولية ما بين نمو جسدي ونمو نفسي، وتغير في الهرمونات، مما يعطي حالة من التقلبات الجسمانية والنفسية عند المراهق، تزيد من القلق الموجود عنده مسبقًا من الثانوية العامة، فكيف بمثل هذه الحالة الشديدة التقلب أن يجتاز الطالب أخطر مرحلة له، وهي أهم سنة في العمر في عرف المجتمع والأسرة، مما تجعل كثيرًا من الطلبة لا يستطيعون إدارة مثل هذا الصراع الكامن داخليًّا وخارجيًّا.

دائرة مغلقة
فأثناء الامتحانات يعيش الطالب في دائرة مغلقة فما بين ضغط المجتمع وكليات القاع والقمة وضغط الوالدين بالحصول على الأموال بشق الأنفس، وإنفاقها في الدروس والكتب وتهيئة جو المذاكرة، والمراهنة عليه بالحصول على أعلى الدرجات، والالتحاق بكلية من كليات القمة، الأمر الذي يقوم برده الطالب إليهم عبر الميل إلى الفوضى والتهريج والكسل والخمول والإهمال والعناد، وعدم الطاعة المستمرة، وعدم تقبل النصح والإرشاد والانفعال الدائم، والرغبة في الثورة والهياج والصداع، والتعب بشكل مستمر، وفقدان الشهية والأرق، والإحساس بالنقص والدونية، صراع داخلي يبدأ من أول أيام الامتحانات ولن يتوقف سوى بانتهاء الامتحانات.

فرصة للتعامل
وتنصح الدراسة إلى إعطاء الطالب نفسه فرصة للتعامل مع جميع نواحي الحياة مما يساعده على تخفيف الضغوط العصبية والنفسية، ولكن في حال استمرار الضغط مع الساعة الأولى للامتحان يسبب للمخ مقاومةً فيجد الطالب نفسه غير قادر على التركيز أو الاستيعاب، حيث إن الطالب يسعى بعزلته هذه إلى أن يضخ للمخ معلومات كثيرة، دون التفكير في قدرة هذا المخ على الاستيعاب أو لا، مما يجعله في صورة لا تطاق.

الخداع والوهم
أثناء الامتحان يشعر الطالب المضغوط بالأزمات بالسعادة المزيفة في بعض الأحيان والتي تسبب الخداع والوهم، ويجب التفرقة بين الشعور الحقيقي أو الخداع، ولكنه يؤثر عليه في الامتحانات القادمة تأثيرًا إيجابيًّا، ويعطيه دفعة قوية للأمام، وعلى الجانب الآخر نجد نفسية الطالب الذي فشل في حل أسئلة الامتحان حيث يدور في نفسه ضياع عدد من الدرجات منه، وهو ما يعني عدم حصوله على مجموع عال، وبالتالي لن يستطيع أن يلتحق بكلية من كليات القمة، وهو الخطأ الشائع الذي يجب التخلص منه.

النوم هو الحل
وفي هذا السياق تشير الدراسة إلى اتباع مجموعة من الخطوات من أجل القضاء على فترة الامتحانات أبرزها تخفيف رقابة الأهالي على الطلاب، تخصيص وقت لراحة الطالب لممارسة نشاطاته المعتادة، تحفيز الطالب على الدراسة وحده، فالتحفيز هو أفضل طريقة لجعل الطالب يتقدم بنفسه، عدم إجهاد الطالب بالدراسة ولكن بحد معقول، أيضا ضرورة الحصول على قدر كاف من النوم نظرا لأن قلة النوم تؤثر سلبًا على أداء الطالب في الامتحانات، بجانب الحفاظ على العادات الصحية السليمة في الرياضة ونظام التغذية، إضافة إلى تنوع الأنشطة خلال اليوم.
الجريدة الرسمية