رئيس التحرير
عصام كامل

شهادة الحق


الشهادة..عمل مقدس جعلها الله للبشرية سببا لإقامة الحق والعدل وتعتمد على ذكر الحقيقة وهي الأساس الذي يقام عليه الحكم العادل ولا يدري البعض ممن يستهترون بالشهادة. إن شهادة غير صادقة قد تنتقص حقا من صاحبها تنصر بها ظالما أو تقهر مظلوما.

وليت النيل من الشهادة يعتمد فقط على زيف الحقيقة وانما يمتد إلى الامتناع عن الشهادة وقت استحقاقها أو إبداء الرأي خوفا من النتائج والتي قد تمتد إلى الأذى تجاه الشاهد أو النيل منه.

ولا شك أن الإنسان لا تخضع آراؤه إلى الصواب بالكمال لأن الرأي يبنى على الإدراك والإدراك تؤثر فيه مشاعر الحب أو الكره وهو ما يتطلب فصل الحقيقة عن الإدراك وألا يقوم الشاهد مع شهادته إلى تقديم إيماءة الحكم على الآخرين فلا تعطيه الشهادة الحق في الحكم على من توجه إليه أصابع الاتهام وإنما هو مصدر بيانات ومعلومات مجردة يستدل منها أين تكون الحقيقة.

ولا يجب أن ينتقص منها الانحياز فيمنع خيرا لأحد انتقاما منه أو يجلب خيرا لمن لا يستحقه انتقاصا من حق إنسان آخر وتتدخل صفات العشم والجدعنة التي يطلقها البعض ممن يريدون شهادة مغلوطة لكن بتعبير يستساغ ومقبول.

الأيام دول ومن الكأس سيشرب الساقي ما بعدت أم دنت الأيام فمن امتنعت أن تذكر محاسنه عندما ذكر جليسك مساوءه ذكرك من ذكرك بسوء وامتنع الآخر أن يذكر محاسنك ومن شهدت عليه زورا سيشهد آخر عليك زورا أيضا ولا مجال لخرق العدالة الإلهية.

فليكن لك رأى لا يحيد عن الحق مهما كانت التحديات ولتكن المبادئ راسخة عنوانها الأمانة والحياد اللذان لا يتلونان ولا يتغيران إرضاء لطرف على حساب طرف آخر أملا في وفاق مع التيار السائد.

إن الله قد حرم الظلم على عباده فلا نظلم فيما بيننا ولنتحر قول الصدق وقت الاختلاف بذكر الآخرين بما يرضى الله دون النيل منهم وهم لا يعلمون.

فلنشهد بما رأينا ولا نشهد بما سمعنا من آخرين مهما كانت درجات الثقة فالثقة الكاملة هي أول طريق الخيانة والمنطقي أنه لو تداولت المعلومات بين أكثر من فرد لأضفى عليها الوسطاء بصماتهم لتغيير الحقائق اعتمادا على شخصية القائل وهو ما يبخسهم حقوقهم.

يقول الله تعالى { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } فلنتق ولنراعي الله في كل ما أعطانا من فضل فلعل الأمانة والعدل يكونان شفيعين لنا في الدنيا ببقاء دوام النعم وفى الآخرة بالعتق من النار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الجريدة الرسمية