رئيس التحرير
عصام كامل

بعبع الثانوية العامة يطارد أولياء الأمور..الطلاب: أهلنا فرضوا علينا سجنا مؤقتا.. محمد: ممنوع الزيارات.. أحمد: أختي التوءم سبب مشكلتي.. نسرين: غرفتي تحولت لزنزانة.. نهي: عايزة خدمة وأبويا نفسه في هندسة

إحدى لجان امتحانات
إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة - صورة أرشيفية

طلاب الثانوية العامة في مصر يمرون دائمًا – كما يقولون - بأسوأ أيام حياتهم في تلك المرحلة، فالثانوية العامة "بعبع" كبير يخيف الطالب والأهل من مصير معلق على سماعه النتيجة النهائية، ليتقرر له من سيكون وماذا سيفعل في المستقبل، غالبًا يقتصر دور الأهل على التشجيع على المذاكرة والترهيب من سوء النتيجة؛ ليضعوا الطالب في الفخ المحدد، فإما أن تأتى النتيجة عكسية وتحطم الآمال، أو تأتى النتيجة مرضية وتتحقق الآمال.


رصدت "فيتو" آراء طلاب الثانوية العامة في تعامل الأهل مع بعبع الثانوية العامة.

منزلنا معسكر مغلق
يقول محمد على: والدتى دائما تتحدث معى لتخبرنى الجملة الأشهر في منزلنا منذ سنوات "أنا والمذاكرة وهواك عايشين لبعضينا"، وتتعمد عدم استقبال أي زيارات أو التحدث مع الأقارب والأصدقاء إلا ونحن نيام، كما أن المنزل تحول لمعسكر مغلق لما يزيد عن أربع سنوات منذ أن كان أخى الأكبر في الثانوية العامة. وأضاف: "الحمد لله باقي لي شهر وأخلص ومش ناوى أذاكر تانى أبدا".

أختي التوءم مشكلتي الكبري

واستكمل أحمد فهمى: "بالنسبة لى المشكلة أكبر، فأنا أعانى "ضعف" مايعانيه أي طالب آخر؛ ببساطة لأن لى أختًا توءمًا في نفس المشكلة معى، والدى صارم جدا ويريدنا أن نلتحق بكلية الهندسة ليحقق حلم أخيه الأصغر الذي لم يستطع تحقيقه، ولهذا فالمعسكر مغلق تماما حتى نور الشمس لا نراه ويأتى المدرسون إلى المنزل لمساعدتنا على التحصيل".

غرفتي تحولت إلى زنزانة صغيرة

أما نسرين أشرف تقول: العائلة وفرت لي منذ بداية العام الدراسى غرفة أطلقوا عليها "غرفة قيادة العمليات والمذاكرة"، مكونة من سرير صغير وكومود ومكتب وراديو ومسجل صغير لتسجيل دروسى، وبسبب قرب الامتحانات قرروا تشديد الوضع، وأضافت: "الأكل بقى يدخلى من تحت عقب الباب زى المسجونين، المشكلة أنهم مش عاوزين يقتنعوا أن كل ده ومفيش فايدة منه كوني على طول سرحانة مما أنا فيه. 

عايزة كلية خدمة وأبويا عايز هندسة
أما نهى السيد، فتناولت الموضوع من زاوية مختلفة حيث قالت: " أنا بقى بين نارين كل أخواتى الكبار اللى سبقونى في موضوع الثانوية العامة دلوقتى في كليات القمة، ومشكلتى أنى عاوزة أدخل كلية الخدمة الاجتماعية لأنى شايفة أنها مناسبة أكتر لكن هما مش مقتنعين بوجهة نظرى، وبيقولوا عليا لسه صغيرة ومش عارفة مستقبلى فين، هو مش المفروض أن يكون لي حرية اتخاذ قرار في حياتى هتمشى ازاى ؟".
الضغط النفسي على الطالب يجعله كالمشلول
وتشير عزة على، أخصائية نفسية، إلى أن الطلاب في تلك المرحلة يشعرون بالخوف الشديد، فالمجتمع لا يعترف إلا بكليات القمة ويصنف الطلاب منذ إعلان النتيجة تصنيفات طبقية حسب الكلية التي سيلتحقون بها، وأضافت: هذا الضغط النفسى على الطالب يجعله كالمشلول لايقدر على الحركة ولا المذاكرة وغالبًا ما تتحطم أحلامه قرب الامتحانات، ونجد كثيرًا من الطلاب يستيقظون ليلا ليبدءوا نوبة من البكاء الشديد، ويصل الأمر أحيانا إلى الدخول في حالة اكتئاب مزمن فنجدهم رافضين الأكل والتحدث مع الآخرين بشدة.

ونصحت: لابد من تسهيل عملية التحصيل في الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات على الطلاب، وبث نوع من السعادة حولهم حتى لا يسيطر التوتر عليهم ويأتى بنتيجة عكسية، وعلى الأم أن تختار الوجبات التي تمد ابنها بالطاقة وتساعد على التركيز والتحصيل.
الجريدة الرسمية