ليس انتصارًا لمؤيدي السيسي وإنما انتصار لمصر
نتيجة مشرفة لشعب يرسم
طريق المستقبل، من أجل أن نرى مصر عظيمة يوما ما.. انتخابات نزيهة ودعم مرشح أمام
آخر.. يثبت المصريون يوما بعد يوم أنهم قادرون على ممارسة الديمقراطية بكل حكمة
وإرادة.
إلى كل من كانوا يؤيدون المرشح حمدين صباحى.. أريد أن أوضح أن انتصار المشير السيسي ليس انتصارا عليكم، وإنما الانتصار هو لنا جميعا بوجود مصر سليمة معافة من أي سوء حتى نرى مستقبلا لأولادنا وحفظا لتراب بلادنا وأمان المصريين من أي مكروه وسوء.
لم تهزموا ولم تنتصر الفئة
الأخرى، لأننا في النهاية تحملنا سفينة واحدة في بحر عاصف.. المهم فيها أن نحافظ
عليها إلى أن ترسو في بر الأمان ونكتفى بما سبق من الجدل السياسي والشقاق فيما
بيننا بتفريقنا إلى فئات متعارضة تتفتت فيها الجهود باختلاف الانتماءات ونسينا أن
انتماءنا الأساسي واحد.. هو مصر.
كان الجدل الذي لم يثمن
ولن يغنينا من جوع يؤرق حياتنا بحثا عن الأصلح حتى فسدت البيوت ما بين معارض ومؤيد..
والمطلوب الآن أن نحدد ما هو المطلوب من كل وطني من العمل بدلا من الكلام الذي لا
ينتج ولا يطعم فقيرا.
سنتخذ قرارا جماعيا من
اليوم ألا نعيش على صدقات الشعوب الأخرى ولا نطعم من حسناتهم، وكفانا معونات عشنا
عليها وتراخينا في أعمالنا حتى شابت الرءوس على الكسل وتعلم أولادنا نفس طبيعة
الحياة من تراخٍ وانتظار الفرج يوما ما.
في أحد اللقاءات تحدث إلىّ
أحد الشباب يعيب على دولة عربية أنها لا تعطى مصر وهى لديها فائض من الثروات،
فسألته هل تريد حسنة من أحد ؟ قال إنها ليست حسنة وإنما مساعدة، قلت له هم أولى
بثرواتهم وهل ستتنظر أن يمن عليك الناس بحسناتهم ؟!
قال لى "مصر أعطت..
ولابد أن تتكافل الدول فيما بينها".. قلت له التكافل وقت الأزمات شيء،
والصدقات شيء آخر، فليست قيمة المصريين في مد اليد انتظارا لصدقة أو مساعدة - كما
تقول- من أحد، وإنما قيمتهم فيما عملته أيديهم فلم يوجدوا في الحياة من أجل أن
يعيشوا عالة على الناس، وإنما للعمل وإعمار الأرض ولدينا الإمكانيات ليست المادية
فقط، وإنما البشرية أيضا وما ينقصنا ليست الخطط بقدر ما ينقصنا إرادة الناس للنهوض
نحو التنمية وإعمار مصر وإرجاع قيمتها بين الدول.
من يريد العزة فليعمل بكل ما أوتى من قوة ووقت في كل ما يفهم من عمل سواء كانت صناعة أو كانت تجارة أو حرفة.. ولنكتفِ بنتيجة عملنا نطعم به أهلنا بدلا من انتظار المعونات.. أقصد الصدقات.