اللسان وسمعة الناس
ما أعظمه من نعمة ذلك اللسان عندما نستخدمه فيما سخره الله إليه من خير الحديث وما أكبره من نقمة حين نستخدمه في ذكر الآخرين بما ليس فيهم انتصارا لذات نال منها الزمان وبعد القلب فيه عن المحبة والسلام ليملأ فراغاته رواسب ماض انتهى وولى!!
مقتنعة بأن السبيل للظهور هو تشويه المحيطين لتحقيق أهدافها على ما تبقى من أنقاضهم بلسان الغيبة وهم لا يعلمون بدلا من الطريق السوي لتنمى القيم الجماعية الحميدة والرضا بالحال وقبول الذات وقبول الآخرين لخلق ينتهون نسبا إلى أب واحد وأم واحدة.
ما كانت الحياة ليقف الناس للناس بالمرصاد ليحاول كل منهم هدم الآخر وإلا لن تسمى حياة ونظرا لأن هناك ثقة تغلب على العلاقات يصدق البعض ويكذب البعض الآخر وهناك الأكثر حكمة من لا يعنيهم الأمر إلا أنهم يدركون الحقيقة الواضحة وهى أن من تكلم على الغائب يتكلم عليك بالتأكيد فقط سلك طريق الغيبة ينفث فيه طاقته غير الحميدة بدلا من نشر خير أو إصلاح ذات البين للخلق.
إن كان فيه ما ذكره اللسان عنه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد ظلمته وضيقت عليه حياته وحكمت عليه بحكم دون دفاع أو أدلة أو حتى سماع أقواله وهذا بالطبع ما لا ترضاه لنفسك ولا لمن تحب إلا حين نقع في نفس الموقف ونشعر بنفس الشعور دون رتوش حينئذ نعرف الحقيقة فالحياة علمتنا مهما طال الزمان كما تدين.. تدان.. وهو عدل الله في الأرض.
لا شك أن كل منا لديه عيوب فلا يوجد كمال إلا لله وحده فلماذا لا تشغلنا عيوبنا عن ذكر عيوب غيرنا وهو الأولى ولنستغل وقت فراغنا في إصلاح ما تبقى منا ويكون اللسان للخير لو لنصمت.
اطمئن.. فلا يصيب الإنسان إلا ما قد كتبه الله إليه ولو اجتمع الناس على أن يضروه أو ينفعوه ما هم بضارين به من أحد ولا نافعين له إلا من كتب الله عليه ابتلاء وله جزاء الصبر عليه أو أعطاه رحمة وله الفضل سبحانه فعزة ربك لا يرضى في مشيئته أن ينافسه فيها أحد من خلقه.
ليت الطاقات المهدرة في توليد السوء توجه إلى الصالح وتبعد عن الطالح ليتنا نجد من يراعى حرمة أعراض الناس وسمعتهم كمن يراعى سمعة أهله والمقربين إليه فهذا الأحق بالاحترام وهو الشخصية التي تؤتمن بحق ولا تنسى مواقفها النبيلة التي تظهر أصلا كريما يود الإنسان أن يدعو لأهلهم كيف أنبتوا إنسانا صالحا طاهرا.
أدعو الله أن يكفينا شر حصائد اللسان.