رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان في دولة صباحي!


يفسر الإخوان التصريحات التي جاءت على لسان المرشح الرئاسي حمدين صباحي، وتضمنت تأكيده على أنه لن يكون هناك عقاب جماعي على أعضاء الجماعة.. وأنه لن يسمح باستمرار الظلم.. على أنها «عربون» ترضية للجماعة للحصول على أصواتها في الانتخابات وإقناعهم بمراجعة موقفهم من المقاطعة.


كما فسروا إشارة صباحي إلى رفضه للعقاب الجماعي، بأنه يعني إدانة واضحة للحكم في مصر الذي عمد إلى إنزال العقاب بجميع أعضاء الجماعة بصرف النظر عن مشاركتهم في أحداث العنف.. واقتصارهم على المظاهرات السلمية.

واستبشر الإخوان خيرا بإشارة صباحي بأنه لن يسمح باستمرار الظلم، ما يمثل أول اعتراف من قيادة مدنية لا تنتمي إلى الجماعة وتختلف مع أفكارها، بأن هناك ظلما ارتكب في حق أعضاء الجماعة من جانب النظام «الانقلابي الذي عزل الرئيس الإخواني ولم يتوقف عن ظلم الجماعة».

ويستند رهان الجماعة على التجارب السابقة في التعاون بين حمدين صباحي والجماعة، والتحالف بين الإخوان وحزب الكرامة في الانتخابات السابقة وأن مرشحي الحزب دخلوا البرلمان على برنامج «الإسلام هو الحل».

كما يراهنون على رفض قطاع من الشباب المؤيد لحمدين لما يسمي بـ«حكم العسكر» ودورهم في التأكيد على أن الرفض الشعبي للنظام لا يقتصر على الإخوان وحدهم، وإنما يشمل أطيافا من الشباب الرافض للنظام.. وتصدير تلك المواقف للعالم الخارجي والزعم بأن ما جرى في مصر انقلاب عسكري يرفضه الشعب المصري.

ولا أعتقد أن حسابات الإخوان في شأن التحالف مع صباحي، تستند إلى أسس موضوعية خاصة أن الظروف التي جري في إطارها التحالف بينهما من قبل، قد تغيرت تماما، بعد ممارسة الجماعة للعنف وقتل المصريين وحرق المنشآت ما أبعد عنها الشعب المصري بجميع فصائله، ولا يمكن أن يخرج صباحي عن هذا الإطار.

وإذا كان صباحي قد أعلن تأييده للجماعة عقب ثورة يناير.. فإنه كان من أشد المعارضين للإخوان وللرئيس المنتمي إليهم.. وكان في مقدمة الصفوف في ثورة يونيو التي أزاحت الإخوان من الحكم.. وتجاهلت الجماعة عشرات الأحاديث التي أدلي بها صباحي لوسائل الإعلام المصرية والأجنبية، والتي أكدت أنه لن يكون هناك مكان للإخوان في دولة صباحي.. وإعلان موقفه الواضح من أحداث رابعة العدوية وتحميله الجماعة المسئولية كاملة عن دماء المصريين التي سالت لإصرارها على اقتطاع قطعة من أرض مصر عن سلطة الدولة.

لذلك لن يكون هناك مكان للإخوان في حالة فوز حمدين صباحي بمنصب الرئاسة.
الجريدة الرسمية