رئيس التحرير
عصام كامل

العمر..قطار يجري


عندما تسأل أي إنسان عن آخر عشر سنوات مرت من حياته تكون الإجابة تقريبا واحدة وهى أنه لا يدرى أنه قد مرت هذه السنوات وأنه لا يدرى أيضا ماذا فعل حتى لا يشعر بالعمر وهو ينقضى سريعا أمام عينيه ومثل هذه السنوات سيمر أيضا مثل ما فات ليستيقظ الإنسان يوما على عمر قد انقضى وشعر طاله المشيب وجسم انحنى لا يقدر حتى على القيام.


العمر لحظة تمر خاطفة ينتهز فيها الغفلة والتفكير والذكريات ويزيد فيه الأمل في الغد فيجرى بنا سريعا إلى القدر.. ليل يتبعه نهار ونهار يتبعه ليل وكلما زاد الأمل زادت عجلة دوران الحياة فلنتوقف الآن ونفكر..

ماذا حققنا منذ سنوات وما الأسباب التي نأخذ بها حتى لا يمر العمر سريعا دون شعور ونحقق فيه ما نريد من أهداف نشأت عليها الحياة ما بين عمل وعبادة عمل نستطيع منه العيش وعبادة أمرنا الله بها؟

الحياة هبة من الله للإنسان فلا يعرف كيف يوقف عجلة الزمن لكن يمكنه أن يفكر الآن في طريقة مختلفة يعيش بها الحياة فليكسر الروتين ويقطع الملل ويبدأ في تجديد مسار حياته بالطريقة المتجددة التي يشعر فيها أنه لا يدور في حلقة مفرغة تتحطم على جدرانها آماله وتتبدد أحلامه.

فترة وتمر تلك هي الحياة وسيرة نتركها ليصبح الإنسان بعدها ذكرى فقد يصبح الإنسان مثلا يقتدى به الآخرون في كل جميل يفعله وقد تسوء ذكراه وفي النهاية هو السبب.

لا وقت للضياع فكل يوما تشرق عليك فيه الشمس هو كنز كبير أنعم الله عليك به وكل يوم يتجدد بعده آخر هو هبة لا تقدر بمال فلنحمد الله إذا استيقظنا على صحة وعافية ولنشكره على هبة الحياة ولنحاسب أنفسنا إذا ما اوينا إلى فراشنا فقد تشرق الشمس غدا أو يشرق يوم الحساب.

تذكر أن الهموم لن تغير شيئا كتبه الله لكن علينا أن نسعى كما أمرنا الله ولنتق الله في القول والفعل وفي خلقه ولنحسن الظن به سبحانه إذا كان زاد الدنيا أساسه المال فإن زاد الآخرة أساسه التقوى وإذا كانت الحياة أشقى فإن الآخرة خير وأبقى..
ليتنا نشعر بقيمة العمر قبل زواله ولا يغرنا فيه صحة أو قوة أو مال فالكل إلى زوال.
الجريدة الرسمية