رئيس التحرير
عصام كامل

حلاوة روح


أثار فيلم لا يليق بمصر ولا بشعبها العريق ولا بأخلاقهم ضجة كبيرة وذلك لأن الموضوع أولا جديد وهو علاقة غير سوية مع طفل صغير والثاني لمنع عرضه مما أثار حول الفيلم هالة جذبت إليه أنظار من كانوا لا ينظرون أصلا إليه.


ما المقصود بالاستعانة بطفل ليؤدي الدور المثير بهذه الطريقة الفجة ولماذا يركزون على إفساد الأطفال الذين هم ثرواتنا فيما بعد بحجة أنهم يدعون إلى الحرية وإلى الإبداع الفكري ولكن يبدو أن الإبداع لدينا توقف على الإبداع الشهواني المفسد لمجتمعنا وكل مجتمع يرى ماذا أنتجه الفن المصري لامرأة يسافر زوجها وحي كامل يريدون التحرش بها وتمزيق ملابس وتصوير تحرش الطفل بصورة خادشة للحياء العام والانتهاء باغتصابها في النهاية.

هذا يظهر مدى ما وصلت إليه القيم الفاسدة وإظهار أن المصريين يعيشون في مجتمع الرذيلة والتحرش وانتهاك بناتنا والنيل منهن، والتي أصبحت المرأة فيه تعيش الخوف كلما خرجت من بيتها ولا تعلم ماذا سيحدث لها حتى تعود إلى منزلها سليمة من أي سوء، وكم من أحمال تتركها الأحداث على نفسيتها وأهلها هذا إن صرحت بما واجهت من مواقف سيئة في الشارع وعلنا أمام الناس وإن لم تصرح به تعيش هي في أحزانها وحيدة صامتة.

كيف تقفون أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون وقد قضى الأمر وجنت يداكم ما ستحاسبون عليه من سوء؟!.. تأتون بعمل تسمونه فنا ولكن للأسف.. إنها الغفلة التي صاحبت الحياة.

لماذا تدمرون أطفالنا الذين نبذل في تربيتهم الكثير من الجهد والمال حتى نراهم يوما ما عناصر صالحة للإنسانية حتى تجعلونهم ذئابا في غابة لا يشغل بالهم إلا الشهوات فارغين العقول ينتظرون الفيلم بعد الفيلم الآخر، يبحثون فيه عن الإثارة ولا يهمهم إلا إشباع الغرائز فقط؟!

لك الله يا مصر.. أبناؤك يفسدون أبناءهم بدعوى حرية الإبداع لقصة بين طفل وامرأة.. إنهم يبدعون حقا بذكائهم في اختيار المثيرات من القصص وكأنه هو الشغل الشاغل للمنتج الناجح.. وعندما تناقش الموضوع تجد السلعة الرائجة كفيلة أن ترد بالإجابات السديدة وهي طالما أن هناك الزبون تكون السلعة رابحة.. هذا يدل أيضا على انحدار واضح للذوق العام لنا.
ونتساءل في النهاية ما الذي جعل بناتنا يعشن في رعب حتى يعدن إلى منازلهن ؟ الإجابة أظن أنها واضحة الآن.
الجريدة الرسمية