رئيس التحرير
عصام كامل

"عسكري الدرك" يعود من جديد بعد غياب عن الشارع وأفلام السينما.. قيادات أمن القاهرة بحثت عودته لحماية المواطن.. والشاويش عطية أبرز من جسد شخصيته.. والدمرداش: هدفنا توفير الأمن على مدى 24 ساعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"ها مين هناك" كلمات اعتدنا على سماعها في أفلام السينما القديمة لعسكري كان يقف على أبواب الشوارع ليحفظ الأمن، ويحافظ على الأرواح والمحال من السرقة، إنه غفير الدرك أو عسكري الدرك، الذي غنى له الفنان القدير الراحل علي الكسار "يا غفير الدرك محلا منظرك" في فيلم "غفير الدرك"، الذي أنتج عام 1937؛ حيث عادت الفكرة بعد أن ناقش قيادات الأمن مؤخرا احتمالية عودة عسكري الدرك ليحمي شوارع "المحروسة". 


الشاويش "عطية" وأصل عسكري الدرك

كان يجوب "عسكري الدرك" شوارع القاهرة حاملًا عصاه وصفارته - كما جسده الفنان القدير رياض القصبجي المعروف باسم الشويش عطية - لحفظ الأمن، ليشعر الناس أن هناك من يحميهم.

عرف عسكري الدرك في مصر بنهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين؛ حيث ألغت ثوره يوليو 1952 مهنته، وقصرت الأمر على وظيفتين فقط إما عسكري وإما ضابط شرطة، وظل الوضع هكذا حتى أواخر الستينيات عندما أدرك النظام فشل التجربة، فقام بإنشاء معهد أمناء الشرطة ليضيف مسمى وظيفي آخر إلى جهاز الشرطة.

"الدرك" والأصل اللغوي

وكلمة "درك ترتبط بالوجود التركي؛ حيث انتشرت في الوطن العربي أثناء حكم العثمانيين، والكلمة نفسها "درك" عربية الأصل، وتعني قوات الشرطة، وتعرف الكلمة في المعاجم بالقوة العسكرية التي يعهد إليها بحفظ الأمن والنظام.

ويعود ارتباط الكلمة بالعثمانيين؛ نظرًا لأنهم أدخلوا قوة الدرك لحفظ الأمن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومن وقتها ارتبط اسم عسكري الدرك بتعريف رجل الشرطة في كثير من الأقطار العربية، حتى بعد انتهاء الخلافة العثمانية واستقلال الدول العربية عن المستعمر الأجنبي.

الثورة المصرية وتجدد الفكرة

وعقب اندلاع ثورة 25 يناير وما أعقبها من هروب عدد كبير من المجرمين واللصوص وتجار المخدرات من السجون، وانكسار الشرطة وانتشار الجريمة خرجت الدعوات لتطالب بعودة عسكري الدرك مرة أخرى إلى الشوارع لمواجهة الانفلات الأمني والحد من السرقات.

وفي شهر نوفمبر 2012 جاء إعلان وزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين رسميا عن عودة عسكري الدرك، تجسيدًا لمطالب الشارع المصري، وخبراء الأمن، ولكن بشكل متطور يتواكب مع متطلبات العصر الحديث على هيئة نقاط شرطة صغيرة موزعة في نطاق المربعات السكنية، يتم تجهيزها بأحدث أجهزة الاتصالات والانتقال، وبما يحقق الانتقال السريع إلى مكان الوقائع والبلاغات، لكنها لم تحقق بشكل فعال.

وعادت الفكرة مرة أخرى إلى الأذهان عندما بحث مدير أمن القاهرة اللواء علي الدمرداش مع قيادات مديرية الأمن خطة تهدف إلى نشر أكبر عدد من "عسكري الدرك" بالشكل المتطور والتسليح الحديث، في جميع قطاعات ودوائر أقسام المديرية بأكملها، حتى يشعر المواطن بالأمن داخل منطقته وشارعه، وذلك على مدى الـ24 ساعة.
الجريدة الرسمية