حرب الأمواج والرمال.. أسرار سعي تركيا إلى مصالحة مصر
زاد مؤخرا منسوب الحديث حول رغبة تركيا في استعادة
العلاقات الدبلوماسية مع مصر، الأمر بدأ بتصريحات دبلوماسية على لسان وزير
الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وتحركت في إطار الحقائب السيادية لتجري على
لسان وزير الدفاع خلوصي آكار، ومن بعده متحدث الرئاسة التركية حتى تبلورت في النهاية على لسان رأس الدولة الرئيس رجب أردوغان.
بعيدا عن العودة إلى سرد التصريحات، يعكف المراقبون للشأن الإقليمي الآن على تحليل الأسباب والدوافع التي حركت المياه الراكدة بين تركيا ومصر، وكذلك الحسابات المستقبلية المتعلقة بالأرباح والخسائر.. وكعادة التحليلات السياسة في مثل هذه الأمور، تؤجل جزء الحصاد ترقبا للموقف المصري انتظارا لالتقاط القاهرة الإشارة، ومضيها قدما في اتخاذ القرار النهائي سواء مواربة الباب للسماح بعبور نسائم المصالحة واستنشاقها للتأكد من عدم تلوثها بدخان خبيث يهدف إلى تسميم الجسد السياسي، أو غلقه وعدم السماح بولوج عدو الأمس للجلوس على مقاعد الأصدقاء، بعدما بلغ حجم التوتر إلى نذر حرب في أمواج البحر المتوسط وفوق رمال ليبيا.
مصر وتركيا
وللوقوف على دوافع تركيا في عودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، أشار تحليل أمريكي نشره موقع "فويس أوف أمريكا"، إلى أن دعم العاصمة التركية "أنقرة" للإخوان خلال ثورات الربيع العربي كان محوريًا لأهداف أيديولوجية لدى نظام أردوغان، لإبراز نفوذه بلاده في منطقة الشرق الأوسط من خلال تعزيز التضامن مع تيارات الإسلام السياسي.
وأشار التحليل الأمريكي، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبحث حاليا عن طريقة لإعادة هذه سياسة دعم الإخوان إلى الوراء.
خطأ دعم الإخوان
وفي هذا الصدد، أوضح حسين باجي، من معهد السياسة الخارجية بأنقرة، أنه كان من الخطأ دعم الإخوان، لكن الحكومة التركية تدرك الآن أن الجماعة ليس لديها أدنى فرصة للعودة إلى السلطة مرة أخرى، لذلك لا يمكن لأنقرة الاستمرار في هذه السياسة العدائية مع القاهرة.
كيفية الخروج من هذه السياسة الخاطئة علنًا هي مشكلة أردوغان، وفق باجي، فلا يمكن لتركيا أن تقول رسميًا إن أنقرة ستتخلى عن دعم الإخوان الإرهابية، وأن أردوغان لن يقول ذلك رسميًا لكن ربما ببطء.
غاز شرق المتوسط
من جانبها إذاعة "آر. إف. إي" الفرنسية قالت في هذا الشأن، إن تركيا ضاعفت تصريحاتها المخاطبة لود مصر، مذكرة أن العلاقات بين البلدين توترت إلى حد كبير منذ عام 2013 حين دعمت تركيا جماعة الإخوان المسلمين، واستضافت العديد من أعضاء الجماعة في إسطنبول.
وأشارت الإذاعة الفرنسية، إلى أن الخلافات مع مصر أدت إلى إضعاف السياسة الإقليمية لتركيا، مرجعة محاولات أنقرة المضنية لاستئناف العلاقات مع القاهرة، إلى المصالح المشتركة في شرق البحر المتوسط، ويتملك المسؤولون الأتراك، فكرة أن التقارب مع القاهرة سيخدم مصالحهم في قضيتين رئيسيتين على الأقل وهما تقاسم موارد الغاز في شرق البحر المتوسط والوضع في ليبيا.
دور جو بايدن
كما رأت، أنه منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، لحكم الولايات المتحدة خلفا لدونالد ترامب، تسعى تركيا إلى كسر عزلتها في المنطقة، وتريد أيضا إصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات.
بينما قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: إن تركيا الرسمية تراقب من كثب نشاط القاهرة الدبلوماسي الملموس في المنطقة، ومنذ أبرمت مصر اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع اليونان تشعر تركيا بالاستياء.
واعتبرت إن جهود أنقرة في التقارب مع القاهرة، يأتي في سياق مساعي تركيا للخروج من عزلتها في شرق البحر المتوسط، فقد أدى اكتشاف حقول كبيرة من الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة إلى انخراط الدول المشاطئة في أُطر تعاون، بينما تشعر أنها مستبعدة منها.
إسرائيل وإيران
على ذات النهج قال الكاتب السوري قريب الصلة من النظام التركي، أسامة محمود آغي، أن جذر الخلاف بين مصر وتركيا، تقف خلفه خلافات ذات طابع أيديولوجي-سياسي، فتركيا وقفت ضد عزل الرئيس محمد مرسي خلال ثورة 30 يونيو، وهذه النقطة أدّت إلى تناقضات وصراعات سياسية بين البلدين، مما سمح لأطراف إقليمية كإيران وإسرائيل بشغل مساحة تدخل أوسع في حياة شعوب ودول المنطقة.
وتابع، إن إعادة النظر في السياسة التركية السابقة، المبنية على جذر أيديولوجي بنسبة ما، يتطلب النظر إلى هذه السياسة عبر مفهوم المصالح الحيوية للدولة، وهذا يفتح الباب أمام تركيا، لتنسج أوسع علاقات حيوية، مع فئات اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، وعلمية، عربية واسعة.
مثل هذه السياسة هي حاجة موضوعية متبادلة، شرط نديتها واحترامها للخصوصية الوطنية في كل حالة على حدة.
تحالف ثلاثي
وأضاف الكاتب السوري، إن تغيير اتجاهات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، يحتاج بالضرورة، إلى قيام تعاون، يستند إلى تقارب بين ثلاث دول في المنطقة، هي مصر والسعودية وتركيا، هذا التقارب يعني تجميعاً حيوياً لقوى سياسية واقتصادية وعسكرية لأكبر 3 دول بالمنطقة.
معتبرا، إن قيام تقارب حقيقي مصري سعودي تركي، هو تقارب لمصلحة شعوبنا العربية والإسلامية، هذا التقارب يجب أن يبتعد عن التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، وأن يرتكز على تطوير تنميتها وقدراتها الدفاعية، لتواجه الأطماع الخارجية، وألا يبنى على نسق أيديولوجي، هذا التقارب، يسمح بحل لقضايا الصراعات في المنطقة العربية، ويدفع الولايات المتحدة وغيرها إلى إعادة حساباتها السياسية نحو بلدان المنطقة، مما يفتح آفاقاً لتغييرات إيجابية، تحتاج إليها دول المنطقة وشعوبها.
بعيدا عن العودة إلى سرد التصريحات، يعكف المراقبون للشأن الإقليمي الآن على تحليل الأسباب والدوافع التي حركت المياه الراكدة بين تركيا ومصر، وكذلك الحسابات المستقبلية المتعلقة بالأرباح والخسائر.. وكعادة التحليلات السياسة في مثل هذه الأمور، تؤجل جزء الحصاد ترقبا للموقف المصري انتظارا لالتقاط القاهرة الإشارة، ومضيها قدما في اتخاذ القرار النهائي سواء مواربة الباب للسماح بعبور نسائم المصالحة واستنشاقها للتأكد من عدم تلوثها بدخان خبيث يهدف إلى تسميم الجسد السياسي، أو غلقه وعدم السماح بولوج عدو الأمس للجلوس على مقاعد الأصدقاء، بعدما بلغ حجم التوتر إلى نذر حرب في أمواج البحر المتوسط وفوق رمال ليبيا.
مصر وتركيا
وللوقوف على دوافع تركيا في عودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، أشار تحليل أمريكي نشره موقع "فويس أوف أمريكا"، إلى أن دعم العاصمة التركية "أنقرة" للإخوان خلال ثورات الربيع العربي كان محوريًا لأهداف أيديولوجية لدى نظام أردوغان، لإبراز نفوذه بلاده في منطقة الشرق الأوسط من خلال تعزيز التضامن مع تيارات الإسلام السياسي.
وأشار التحليل الأمريكي، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبحث حاليا عن طريقة لإعادة هذه سياسة دعم الإخوان إلى الوراء.
خطأ دعم الإخوان
وفي هذا الصدد، أوضح حسين باجي، من معهد السياسة الخارجية بأنقرة، أنه كان من الخطأ دعم الإخوان، لكن الحكومة التركية تدرك الآن أن الجماعة ليس لديها أدنى فرصة للعودة إلى السلطة مرة أخرى، لذلك لا يمكن لأنقرة الاستمرار في هذه السياسة العدائية مع القاهرة.
كيفية الخروج من هذه السياسة الخاطئة علنًا هي مشكلة أردوغان، وفق باجي، فلا يمكن لتركيا أن تقول رسميًا إن أنقرة ستتخلى عن دعم الإخوان الإرهابية، وأن أردوغان لن يقول ذلك رسميًا لكن ربما ببطء.
غاز شرق المتوسط
من جانبها إذاعة "آر. إف. إي" الفرنسية قالت في هذا الشأن، إن تركيا ضاعفت تصريحاتها المخاطبة لود مصر، مذكرة أن العلاقات بين البلدين توترت إلى حد كبير منذ عام 2013 حين دعمت تركيا جماعة الإخوان المسلمين، واستضافت العديد من أعضاء الجماعة في إسطنبول.
وأشارت الإذاعة الفرنسية، إلى أن الخلافات مع مصر أدت إلى إضعاف السياسة الإقليمية لتركيا، مرجعة محاولات أنقرة المضنية لاستئناف العلاقات مع القاهرة، إلى المصالح المشتركة في شرق البحر المتوسط، ويتملك المسؤولون الأتراك، فكرة أن التقارب مع القاهرة سيخدم مصالحهم في قضيتين رئيسيتين على الأقل وهما تقاسم موارد الغاز في شرق البحر المتوسط والوضع في ليبيا.
دور جو بايدن
كما رأت، أنه منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، لحكم الولايات المتحدة خلفا لدونالد ترامب، تسعى تركيا إلى كسر عزلتها في المنطقة، وتريد أيضا إصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات.
بينما قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: إن تركيا الرسمية تراقب من كثب نشاط القاهرة الدبلوماسي الملموس في المنطقة، ومنذ أبرمت مصر اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع اليونان تشعر تركيا بالاستياء.
واعتبرت إن جهود أنقرة في التقارب مع القاهرة، يأتي في سياق مساعي تركيا للخروج من عزلتها في شرق البحر المتوسط، فقد أدى اكتشاف حقول كبيرة من الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة إلى انخراط الدول المشاطئة في أُطر تعاون، بينما تشعر أنها مستبعدة منها.
إسرائيل وإيران
على ذات النهج قال الكاتب السوري قريب الصلة من النظام التركي، أسامة محمود آغي، أن جذر الخلاف بين مصر وتركيا، تقف خلفه خلافات ذات طابع أيديولوجي-سياسي، فتركيا وقفت ضد عزل الرئيس محمد مرسي خلال ثورة 30 يونيو، وهذه النقطة أدّت إلى تناقضات وصراعات سياسية بين البلدين، مما سمح لأطراف إقليمية كإيران وإسرائيل بشغل مساحة تدخل أوسع في حياة شعوب ودول المنطقة.
وتابع، إن إعادة النظر في السياسة التركية السابقة، المبنية على جذر أيديولوجي بنسبة ما، يتطلب النظر إلى هذه السياسة عبر مفهوم المصالح الحيوية للدولة، وهذا يفتح الباب أمام تركيا، لتنسج أوسع علاقات حيوية، مع فئات اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، وعلمية، عربية واسعة.
مثل هذه السياسة هي حاجة موضوعية متبادلة، شرط نديتها واحترامها للخصوصية الوطنية في كل حالة على حدة.
تحالف ثلاثي
وأضاف الكاتب السوري، إن تغيير اتجاهات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، يحتاج بالضرورة، إلى قيام تعاون، يستند إلى تقارب بين ثلاث دول في المنطقة، هي مصر والسعودية وتركيا، هذا التقارب يعني تجميعاً حيوياً لقوى سياسية واقتصادية وعسكرية لأكبر 3 دول بالمنطقة.
معتبرا، إن قيام تقارب حقيقي مصري سعودي تركي، هو تقارب لمصلحة شعوبنا العربية والإسلامية، هذا التقارب يجب أن يبتعد عن التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، وأن يرتكز على تطوير تنميتها وقدراتها الدفاعية، لتواجه الأطماع الخارجية، وألا يبنى على نسق أيديولوجي، هذا التقارب، يسمح بحل لقضايا الصراعات في المنطقة العربية، ويدفع الولايات المتحدة وغيرها إلى إعادة حساباتها السياسية نحو بلدان المنطقة، مما يفتح آفاقاً لتغييرات إيجابية، تحتاج إليها دول المنطقة وشعوبها.