أشهر رؤساء ديوان رئاسة الجمهورية.. اختفاء زكريا عزمي بعد سقوط نظام مبارك.. فودة القاسم عاصر 4 رؤساء.. رفاعة الطهطاوي حفيد قائد النهضة العربية.. ومصطفى شريف تولى مهام عمله في عهد «السيسي»
على الرغم مما شهدته مصر من ثورتين أطاحتا بنظامين سابقين إلا أن رجال النظامين داخل قصور الرئاسة لا يزالون يحملون في طياتهم الكثير من الأسرار التي لم يعرفها الكثير من أبناء الشعب المصرى، ولا تزال كواليس القرارات الرئاسية سواء إبان فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو الرئيس المعزول محمد مرسي أو الرئيس المؤقت عدلي منصور أو الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي غائبة تماما عن المشهد.
ودائما ما تحكم الظروف على رجال الأنظمة المختلفة ببقائهم في الظل طوال الوقت ولا يعرفهم إلا المقربون، ومن ذلك مسميات مناصبهم والتي تذكر فقط على صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون لكن دورهم خلف الستار لا يدري به أحد.
عهد مبارك
وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك تم إعادة هيكلة وتنظيم مؤسسة رئاسة الجمهورية مرتين الأولى كانت في سنة 1983، ووقتها صدر القراران رقما 26 و259 لسنة 83 بتحديد اختصاصات أمين عام رئاسة الجمهورية، والثانية كانت في سنة 1989 ووقتها صدر القرار رقم 73 لسنة 89 بتنظيم العمل في بين إدارات الرئاسة الثلاثة "ديوان رئاسة الجمهورية ومقره بقصر عابدين وسكرتارية رئيس الجمهورية ومكتب رئيس الجمهورية".
4 آلاف موظف
وتختص الإدارات الثلاثة بمسئولية كاملة عن كل شئون وأمور رئيس الجمهورية، كل وفق اختصاصاته والتزاماته، مثلا ديوان رئاسة الجمهورية ويعمل به ما يقرب من 4 آلاف موظف يكون مسئولا عنهم رئيس ديوان رئيس الجمهورية.
وظل هذا المسمى لهذا المنصب منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي تعاقب على رئاسة الديوان في حكمه كل من حسن إبراهيم وتم تعيينه وزير دولة لشئون رئاسة الجمهورية ثم أحمد حسام الدين والذي عين سكرتيرا عاما لديوان رئاسة الجمهورية ثم على بليغ صبرى.
وفى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، تم تغيير مسمى المنصب من رئيس ديوان إلى أمين عام رئاسة الجمهورية، وذلك عقب خروج حسن كامل، وتعيين محمود عبدالناصر، خلفا له وهو الذي ظل برفقة السادات طوال فترة حكمه إلى أن توفى في حادث المنصة في أكتوبر سنة 1981.
وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، استعان بعز الدين مختار ثم مرزوق أسعد والذي طلب إعفاءه من منصبه قبل خروجه إلى المعاش بأربعة أشهر لحظتها كان اسم زكريا عزمى هو المرشح لتولى المنصب وبالفعل تم ذلك.
رئيس ديوان رئاسة الجمهورية
وبمرور الأيام طلب عزمى من مبارك أن يعيد الاسم الأول للمنصب وبالفعل عاد الاسم إلى ما كان عليه طوال عهد مبارك وبدأ معه جبروت رئيس ديوان رئاسة الجمهورية.
ويقع مكتب رئيس الديوان في قصر عابدين فهو الأول على اليمين عند دخول بهو القصر وهو المكتب الدائم له ومنه يمارس نشاطه اليومى في حال عدم وجوده مع الرئيس في قصر الاتحادية، ويلى مكتب رئيس الديوان مكتب المسئول عن المصروفات السرية الخاصة ثم مكتب كبير الياوران وهو ذلك الضابط الذي له رتبة لواء أركان حرب، والمنتدب من قبل القوات المسلحة لمرافقة الرئيس باستمرار.
وتستطيع أن تلحظ كبير الياوران أثناء مراسم الاستقبال الرسمية، ويكون خلف الرئيس أثناء استعراض حرس الشرف أو وقوفه إلى يمين الرئيس متوسطا رئيس الديوان ومسئول التشريفات أثناء مراسم أداء الحكومة الجديدة حلف اليمين أو استلام أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد.
أقوى رئيس ديوان
ولد زكريا عزمي في 1938 وتولي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق مبارك، وهو عضو الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، والأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية في الحزب وعضو مجلس النواب الأسبق.
تخرج في الكلية الحربية سنة 1960 وبدأ حياته ضابطًا في سلاح المدرعات وفي عام 1965 انتقل إلى الحرس الجمهوري وفي نفس الوقت حصل على ليسانس حقوق في جامعة القاهرة.
كما حصل على دبلوم في العلوم الجنائية في كلية الحقوق عام 1970 ودبلوم في القانون الدولي عام 1972 ودكتوراة في القانون الدولي حول موضوع "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة".
في عام 1973 أصبح رئيسا للشئون السياسية بمكتب رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي وعضوا في سكرتارية الرئيس للمعلومات.
فودة القاسم
وعاصر اللواء عبد المنعم فودة، الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس السابق عدلي منصور ومارس عمله مع السيسي حيث تم تعيينه كبير الياوران قبيل تنحي مبارك بـ4 سنوات.
وأصدر المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكري في الفترة الانتقالية، قرارا بتولى فودة رئاسة اللجنة المالية والإدارية في القصر عقب عزل الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في عهد مبارك.
وعقب تولى الرئيس المعزول محمد مرسي تمت عودته لمكانه الأصلي كبيرا للياوران، و حاولت جماعة الإخوان بشتى الطرق جذبه إلى صفوفها عن طريق رئيس ديوان رئيس الجمهورية، السفير رفاعة الطهطاوي والدكتور أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس والدكتور ياسر على المتحدث باسم الرئاسة وجميع مستشارى المعزول، وباءت كل المحاولات بالفشل وظل الحارس الأمين على تراث مصر.
وعقب فشل كل محاولات رجال مرسي تولى المعزول بنفسه الأمر، وبدأ يصطحبه في بعض الجولات خارج القصر لاستمالته، وفشلت أيضا محاولة مرسي حيث ظل الرجل ثابتا على مبادئه.
وقام المشير عبد الفتاح "السيسي" نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، في ذلك الوقت، عقب عزل مرسي، بتكليفه بتولي القائم بأعمال رئيس الديوان في المرحلة الانتقالية الثانية حتى أصدر الرئيس المؤقت قرارا بإعفاء محمد رفاعة الطهطاوى من منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية كما كلف اللواء عبد المنعم فودة كبير الياوران بأعمال رئيس الديوان.
وأبلى فودة بلاء حسن طيلة الفترة الماضية ويلازم السيسي في كل تحركاته واحتفالاته وجولاته الداخلية.
رئيس ديوان "المعزول"
وعين الرئيس المعزول محمد مرسي في أغسطس 2012 محمد فتحي رفاعة الطهطاوي، رئيسا لديوان رئيس الجمهورية، وكانت الأنظار اتجهت إليه عقب فوز مرسي بمنصب رئيس الجمهورية مع توقعات كبيرة بأن يكون وزيرا للخارجية كأحد أكثر الدبلوماسيين في دولاب وزارة الخارجية بسبب ميله لتطبيق الشريعة الإسلامية.
هذه الميول كانت جعلت وزير الخارجية السابق عمرو موسى يختاره لترأس الطاقم الدبلوماسي المصرى في العاصمة الإيرانية طهران بعد أن كان يعمل في بروكسل في فترة هي الأصعب في تاريخ العلاقات بين مصر وإيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
محمد رفاعة الطهطاوي هو أكبر أحفاد أحد أشهر وأكبر قادة النهضة العربية في مصر رفاعة رافع الطهطاوي الذي اشتهر بالبعثة إلى فرنسا وإنشاء كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز.
ويعاقب بالحبس 3 سنوات وتغريمه في قضية تزوير وتعيين محامى بديوان رئاسة الجمهورية رغم صدور حكم قضائى ضده.
هشام الشريف
ويعد أول ظهور لهشام الشريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية خلال حفل تنصيب رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب عبد الفتاح السيسي، وتم تعيينه بهذا المنصب بحكم الأقدمية فقام المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت بتعيينه قائما بأعمال رئيس ديوان رئيس الجمهورية وهو شخصية مدنية كان ضمن فريق الشئون الإدارية والسكرتارية برئاسة الجمهورية.
مصطفى الشريف
وتسلم اللواء أركان حرب مصطفى شريف، مهام عمله كرئيس لديوان رئاسة الجمهورية عقب إصدار السيسي قرارًا بتعيين اللواء مصطفى شريف، رئيسا للديوان، بعد أن ظل المنصب لعدة شهور شاغرًا خلفا للواء هشام الشريف رئيس الديوان السابق.
واللواء مصطفى شريف كان يتولى منصب مساعد وزير الدفاع ومدير إدارة شئون الضباط بالقوات المسلحة السابق.
وتولى الشريف العديد من المناصب القيادية في القوات المسلحة بداية من قائد كتيبة مشاة ميكانيكي ثم قائد لواء مشاة ميكانيكي حتى قائد فرقة مشاة، وكانت أغلب مراحل خدمته داخل النطاق التعبوي للجيش الثاني الميداني.
وحصل على دورة أركان الحرب من كلية القادة والأركان وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وحصل على العديد من الدورات المتقدمة في سلاح المشاة.
ويعتبر أحد كبار القادة الملتزمين بمبادئ العسكرية الصارمة وسعيه الدائم نحو غرس قيم الانضباط والتفاني في كل المواقع العسكرية التي خدم فيها وطنه.
وحصل خلال خدمته بالقوات المسلحة على العديد من الميداليات منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية وميدالية الخدمة الممتازة وميدالية 25 يناير 2011 وميدالية 30 يونيو 2013 ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى.
يذكر أن منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية كان خاليا منذ أول سبتمبر الماضى لبلوغ اللواء هشام الشريف رئيس الديوان السابق سن التقاعد، وكان اللواء محمد مدحت، المشرف على ديوان رئيس الجمهورية يتولى إدارة الديوان طيلة الشهور الماضية لحين تعيين رئيس ديوان جديد.