الدراما بين محمد فاضل ومحمد سامي!
تحتار في مسيرة المخرج والمبدع الكبير محمد فاضل عن النقطة التي يمكن أن تبدأ من عندها الحديث عنه وعنها.. مسيرة مشرفة ناصعة البياض تزدحم بالعلامات المضيئة التي حملت هموم الوطن وأحلام المواطن في صياغة فنية بديعة.. حتى لتقفز بينها حيث يستحيل تناولها في مقال إنما يمكن لرسالة ماجستير أو دكتوراه لاستيعابها..
من أعمال نهاية الستينيات ويوميات المصريين في "القاهرة والناس" إلى أعمال السبعينيات في علاقة الآباء مع الأبناء وتغير ثقافة الأجيال في "أبنائي الأعزاء شكرا"، إلي لعنة المال والصراع عليه ونتائج الإنفتاح علي المجتمع المصري الممتدة إلى الثمانينيات وما بعدها وكلاهما بين التلفزيون والسينما وكلاهما مع عادل إمام سواء في "أحلام الفتى الطائر" أو "حب في الزنزانة".
إلى أعمال الثمانينيات من التنبيه المبكر بالحفاظ على مياه النيل والصراع حولها في "وما زال النيل يجري"، إلى تغول القبح على الجمال بسطوة المال والنفوذ وبإسقاط علي قيم المصريين، التي تبدلت وتبدل معيار حسابها من الدور الاجتماعي للفرد ومكانته العلمية، وما يحمله من علم وثقافة إلى ما يمتلكه من ثروة وبلطجية في "الراية البيضاء"..
وما حولها من أعمال تحذر وتنذر ونكشف وتفضح عند اللزوم كما في "عصفور النار" و"للعدالة وجوه كثيرة" وغيرها من أعمال، ثم العمل السياسي والحزبي في مصر وشكل التجربة الحزبية في بلدنا وما فيها من خفايا في "سكة الهلالي"..
ودون أن يتجاهل تاريخ مصر سواء في أيام من المجد والفخر في الساعات الحرجة في تأميم قناة السويس في "ناصر 56"، أو في قصة الصعود غير المشروع على أكتاف الأبطال الحقيقيين في "ليلة القبض على فاطمة"!
حفظ الله مخرجنا الكبير.. ومتعه بكل صحة وعافية.