حكاية أب مُتهم بقتل ابنته المريضة نفسيا حرقًا
"الشيماء" هو اسم لفتاة تعيش داخل قرية المطاهرة البحرية تلك القرية التابعة إداريًا لمدينة المنيا، قدر الله لتك الفتاة أن تصاب بمرض نفسي، لا دخل لها به فإنما هو قدرًا من عن الله تعالى، عاشت تلك الفتاة في كنف والدها طيلة 19 عاما، وفجأة وبدون أي مقدمات، يصدر صوت صريخ عالٍ يصحبه عويل من والدها "الحقوني بنتي بتولع.. بنتي بتتحرق"، هرول أهالي القرية نحو منزلهم ليتفاجئوا بمنظر بشع، فقد أكلت النيران ملامحها الشابة البسيطة، فتوجب الانتقال بها إلى المستشفى.
"بنتي كانت في المطبخ بتحضر الأكل ومرة واحدة حصل تسريب للغاز والنار مسكت فيها".. تلك كانت حجة والدها أمام أطباء مستشفى المنيا العام، حينما توجه بها هو وجيرانه في محاولة منه لانقاذها.
إسحاق إبراهيم.. قصة منياوي توفي يوم فرحه (صور)
كانت الحروق تملأ جسدها، وبدأت إشارات الموت تظهر عليها، كانت تود الحديث مع الطاقم الطبي ولكن منعتها أوجاع الحروق من أن تنطق بكلمة واحدة، وهو السبب الذي منع ضباط المباحث من استجوابها، فكانت الحروق قد تمكنت من الرقبة والبطن والوجه والظهر وأجزاء متفرقة من جسدها، وظلت الشيماء تحت العناية الطبية لأيام.
لم تعش "الشيماء" حياتها الطفولية كمثل باقي أطفال القرية ظلت تعاني من التهكم من قبل أهالي القرية، الأمر الذي نتج عنه محاولتها الهروب من وسط هذا المجتمع الريفي التي تعيش فيه، باتت صاحبة التسعة عشر عاما طيلة عامين ما بين الهروب من المنزل والعودة إليه بمعاونة والدها وأصبحت تمثل لوالدها معاناة على حد قول المقربين لهم.
والدها لم يغير حرفًا واحدا من الحديث الذي قاله للطاقم الطبي أمام مباحث المركز، ولكن قدر الله تعالى أن ينكشف السر، فقد وصلت معلومات سرية لضباط مباحث المركز، بأن والدها هو السبب في إحداث كل تلك الإصابات بها، ولم يكن حادثًا عارضًا.
هنا أعلن الطاقم الطبي عن وفاة "الشيماء" متأثرة بإصابتها، وبتشكيل فريق من البحث الجنائي برئاسة ضباط مباحث المركز تمكنوا من فك غموض الواقعة حيث تبين أن وراء إشعال النيران في الفتاة والدها؛ نظرًا لمرضها النفسي وقيامها بترك المنزل، وذلك بتحريض من أشقائه "حمدي. ش. ا" و"أحمد. ش. ا"، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات.
صوتك ما زال يتردد على مسامعي.. قصة شاب عثر على والدته بعد غياب 11 عاما (صور)
وانتداب أحد المختصين من خبراء المعمل الجنائي بقسم الأدلة الجنائية بالمنيا للانتقال لمسكن المتوفاة لإجراء المعاينة اللازمة للمنزل، وبيان عما إذا كانت توجد آثار لأي حريق من عدمه، وبيان نقطة بداية ونهاية الحريق وعما إذا تم استخدام مواد معجلة للاشتعال من عدمه مع بيان تاريخ وقوع الحريق على وجه التحديد.